مضى على العمليات العسكرية لقوات التحالف في اليمن حوالي 3 اشهر، لم يربح التحالف الحرب الى الآن ولكنه لم يخسرها ايضا، بينما الطرف الآخر «الحوثيون وقوات المخلوع» يعانون الأمرين، فحرب الاستنزاف والحصار يؤثران على إمداد قواتهم بالأسلحة والعتاد، ويجعل المدنيين في مناطق نفوذهم يتضايقون لازدياد احوال معيشتهم سوءا.
كل ما سبق في صالح التحالف العربي وضد خصومهم، بالرغم من التعنت الذي أظهره المتمردين في محادثات جنيف، إلا انهم وبنفس الوقت نجدهم يهرولون من عاصمة الى أخرى للوصول الى اتفاق سريع لوقف اطلاق النار يحفظ ماء وجههم.
من موسكو إلى مسقط يبحث المتمردون مع المفاوضين تسويات سياسية تبدوا في ظاهرها سلمية ولكنها تخفي بداخلها قنابل موقوتة ربما تنفجر في وجه اليمنيين مرة أخرى كما انفجرت قنبلة الحوثيين سابقا في الجسد اليمني.
وأعني بذلك محاول الحوثيين تسليم المناطق الجنوبية التي يحتلونها الى قوات تابعة للحراك الجنوبي وليست لقوات تحالف الشرعية.
الحراك الجنوبي لمن لا يعرفه ـ هو تكتل من قوى وفصائل يمنية جنوبية تطالب بانفصال اليمن الجنوبي عن الشمال وعودة الأوضاع كما كانت قبل الوحدة عام 1990.
ويبدو أن إستراتيجية الحراك الجنوبي لم تتغير فمازال يهدف إلى تقسيم اليمن وليس إلى تحريره من قوات التمرد الحوثي، وبالتأكيد هذه الاستراتيجية لا تخدم الشعب اليمني ولا أهداف الشرعية اليمنية ولا التحالف العربي.
وحتما سيصب هذا التوجه الانفصالي للحراك بنهاية الأمر في مصلحة الحوثيين والمخلوع، حيث سيجدون المبرر للاستيلاء على اليمن الشمالي ولن يجد عواقب كثيرة، إذ ستتحول المعارضة الكبيرة له في اليمن الموحد الآن الى مجرد أقلية مسحوقة في اليمن الشمالي.
حل الدولتين في اليمن سيعتبر فشلا استراتيجيا كبيرا للشرعية اليمنية وللتحالف العربي، لأنه سيجعل نشأة دولة الحوثيين الطائفية والمدعومة من إيران وسط حاضنتها الشعبية شمالا «أمرا واقعا» وبجوار اليمن الجنوبي وفي المجال الحيوي لشبه الجزيرة العربية، وستكون مصدرا رئيسيا من مصادر تهديد الأمن القومي الخليجي والعربي لا يمكن التعايش معه، وبنفس الوقت سيصعب مواجهته ومحاربته ليس لقوة دولة الحوثيين بل لانتفاء المبرر القانوني والأخلاقي للحرب معهم.
ختاما ـ نحن لا نشكك في وطنية الحراك الجنوبي ولكن السعي وراء الانفصال وبهذه الظروف سيعتبر خيانة لليمن واليمنيين، يجب على الحراك أن يضع طموحاته جانبا إلى ما بعد تحقيق الاستقرار وأن ينأى بنفسه ان يكون أداة بيد المتمردين وبحيث يدري أو لا يدري.
فلا يمكننا ان نفهم التصريحات الرافضة لعلي سالم الهيج المسؤول الإعلامي في الحراك الجنوبي «لأي تواجد لقوات عسكرية من خارج الجنوب لدعم المقاتلين والمساعدة في تحرير عدن من سيطرة الحوثيين والقوات الموالية له»
علما ان هذه التصريحات جاءت ردا على معلومات تحدثت عن قرب وصول قوات من التحالف تابعة للزعيم اليمني هاشم الأحمر إلى الجنوب اليمني لدعم المقاومة الشعبية هناك.
خلاصة: أعداء الشرعية اليمنية والتحالف العربي في اليمن ثلاثة وهم «القاعدة والحوثيون والمخلوع وقواته» ومعهم لا يمكن العيش بأمان في المنطقة ككل ولا في اليمن سواء أكان موحدا او مقسما ـ لذلك أنصح الحراك الجنوبي بدعم التحالف وعدم إعاقة جهوده وإلا سيكونون الهدف رقم 4 للتحالف اليمني العربي.