يمتاز الكثيرون بسرعة البديهة في الرد على من يتعمد السخرية منهم، فيقلبوا الوضع لمصلحتهم. وكان السياسي البريطاني ونستون تشرشل من أشهر هؤلاء. فخلال عضويته في البرلمان، كان معارضاً شرساً لدخول المرأة إلى عالم السياسة، ولكنه خسر معركته وأصبحت ليدي أستور أول عضوة في البرلمان. لم يستسغ تشرشل يوماً وجودها، خصوصاً أنها كانت من الحزب المعارض، ولم تتسم بأي مسحة جمال. وفي يوم سئمت الليدي أستور من تعليقاته الساخرة، فقالت له: لو كنت زوجي لما ترددت في وضع السم في قهوتك. فرد عليها مبتسماً: يا سيدتي، لو كنت زوجك لما ترددت في تناولها!
وفي بلادنا، كما في غيرها، الكثير من أمثال تشرشل، ويحكى أن رجل دين خلع عباءته وذهب ليغتسل، وعندما عاد وجد أن أحدهم رسم عليها بالطباشير وجه حمار، فقال للحضور: من الذي نشف وجهه بعباءتي!
ورأى رجل امرأة فقال لها: كم أنت. جميلة! فقالت له: ليتك جميل لأبادلك الكلام نفسه. فقال لها: لا بأس، اكذبي كما كذبت أنا!
وسألت زوجة زوجها عن سبب عدم شرائه هدايا لها، كما كان يفعل أيام الخطوبة؟ فسألها إن كانت رأت في حياتها صياد سمك يطعم سمكة بعد صيدها؟
وتقول سيدة أخرى لزوجها: لقد أعجبت صديقاتي اليوم بجمالي وأناقتي، ونحن في المقهى! فقال لها: والأشياء القبيحة لديك، هل تكلموا عنها؟ فردت قائلة: لا، لا، لم نأت. على ذكر سيرتك أبداً!
وصرخت امرأة في وجه تشرشل، قائلة: إنك سكير، وثمل لدرجة مرعبة! فقال لها: نعم، أنا سكير، ولكنك قبيحة يا سيدتي، وقبيحة جداً. وعندما أصحو غداً من النوم، فسأكون قد استعدت كامل وعيي، ولكنك ستبقين قبيحة.
وفي قصة شهيرة عن الجنرال الإنكليزي ولزلي الذي لم يهزم في أي معركة، أن مضيفته اعتذرت له عن سوء ضباط فرنسيين كانوا في الحفلة وأداروا ظهورهم للجنرال. فرد عليها ولزلي قائلاً: يا سيدتي، لقد رأيت ظهورهم كثيراً من قبل!
وسألت سيدة متصابية برنارد شو عن عمرها، فقال لها: من قوامك الممشوق أظنك في الثامنة عشرة، ومن نظرة لعينيك العسليتين أقول أنك ابنة عشرين، ومن النظر لشعرك الكستنائي أظنك ابنة خمسة وعشرين. ولكن المرأة أعادت سؤاله عن عمرها، بعد أن أطربها ثناؤه، فرد قائلاً: إنه مجموع هذا كله.