شهر المحبة والتسامح

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أتقدم بخالص التهاني والتبريكات للقيادة السياسية وكافة الشعب الكويتي والمقيمين على ارض الكويت الطيبة، أعاده الله علينا وعليكم بكل خير وصحة وعافية.

شهر رمضان شهر المحبة والتسامح استقبلناه بالفرحة التي تملأ قلوبنا بالسعادة، هذه السعادة نتاج تطهير البيئة الروحية للصائم من خلال فتح أبواب السماء للذاكرين والداعين والمستغفرين، وتيسير قراءة القرآن والتهجد والقيام، تزيد فيه صلة الأرحام، نرى من يتسابق بالتزاور والتبريكات وتعزيز صلة أرحامهم، فكثيرا ما يتصالح المتخاصمون في رمضان، وتنفرج المشاكل فيه، وتتقارب القلوب من بركته ويزداد إيمان المسلم بربه بهذه القربى، فأهلا بشهر العطاء والبركة والرحمة، أهلا بالدعوة الربانية، حيث أبواب السماء تصبح مفتوحة، وأبواب الفساد مغلقة، فشهر رمضان يجعل الإنسان قريبا من الله سبحانه وتعالى وفيه يستطيع الامتناع عن الأكل والشرب لفترات من الساعات النهارية، وفي هذا الشهر العظيم يشعر المسلمون بآلام الفقراء والمساكين، فيبادرون الى مساعدتهم من خلال دفع الصدقات والمعونات المادية لهم، شهر رمضان عرض مذهل لغربلة السلوك والمشاعر ومحاسبة النفس وتمحيصها والسمو في التعامل مع الذات ومع الآخرين وحسن الظن بالله بما عنده من أجر عظيم وعتق من النيران ورؤية وجه الرحمن في يوم يجمع فيه الأنام، فلنغتنم هذا الشهر ولنسمو بعباداتنا وأخلاقنا وسلوكياتنا دون تحميل النفس فوق طاقتها ولا يفوتنا حسن الظن بالآخرين والتماس العذر لهم والتغافل عن زلاتهم والترفع عن الرعونة في الكلام والتجريح بالألفاظ، فالكلمة الطيبة تخترق القلوب وتأسرها دون مفاتيح ولا تراخيص، والكلمة الطيبة صدقة، ولنشمر عن سواعدنا ولنسمو بأنفسنا في شهر الخير باستبدال المعاصي والعادات السيئة والسلوكيات الخاطئة بالطاعات والعادات الحسنة والسلوكيات السليمة ونتسامح مع من أساء إلينا ولنتواصل مع أحبائنا ونبتعد عن كل الخلافات، رمضان شهر الخير، شهر المحبة، رمضان شهر التسامح، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيده علينا بالخير واليمن والبركات.

اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.