أرجعت الحكومة فيما مضى أسباب التردي والفساد وتعثر التنمية للتوتر والتأزيم المستمر، والاستجوابات المتكررة والتي أكثرها شخصانية، وضغط الشارع من خلال المظاهرات.. ويشهد الله انني صدقت هذه الادعاءات ودعمت منح الحكومة، اي حكومة جديدة، مهلة 6 أشهر لتتدبر أمورها في المجلس المبطل 2 اللهم إلا فيما يتعلق بالقضايا المستجدة الكبرى، كدفع غرامة الداو بسرعة البرق وتقاعس وزارة الداخلية آنذاك.. فهاتان القضيتان دعمت فيهما استخدام أدوات المساءلة.. كل هذا كان املا ودعما للإصلاح والتنمية في وطني العزيز ولأهله الكرام.. وفي مجلس 2013 دعمت ومعي الكثيرون من أهل الكويت الهدوء ومنح الحكومة الجديدة «القديمة التي فشلت في تنظيم عمليتين انتخابيتين متتاليتين» مهلة الاشهر الستة التي لم يمض منها 4 أشهر إلا وأتت ببرنامج عمل للسنوات الأربع المقبلة غاية بالسوء، فطالبنا بإعادة النظر فيه حرصا على وقت الوطن وأهله الكرام.. إلا ان الحكومة أصرت عليه وبشدة ودعمتها الأغلبية الساحقة في المجلس، ما أدى لاعتراض النائبين صفاء الهاشم ورياض العدساني وأدى لاستقصادهما الى ان قدما استقالتهما ورفاقهما، ورغم حزني على استقالتهم الا انني قلت ربما تكون خيرة، وتأخذ الحكومة فرصتها كاملة في مجلس هادئ لأقصى درجات الهدوء، فتتحرك وتنجز للوطن إصلاحا وتنمية وبناء لمستقبل زاهر يتمناه الكويتيون لكويتهم.
والحقيقة انني وبعد سنتين من هذا الهدوء التام في مجلس الأمة وفي الشارع، بل اننا وجدنا هجمات مرتدة من الحكومة على الشارع.. ورغم كل هذا الهدوء لم نر من الحكومة إلا مزيدا من التردي وتواريا تاما للتنمية، الذي لم أتخيل ان أشاهد له مثيلا في وطني على مر السنين التي وعيت فيها منذ العام 85.. وهذا بالرغم من انني دعمت الحكومة في مجلس 2009 بقوة بل وبكل ما أوتيت من قوة عندما شاهدت خطة تنموية معقولة وشاهدنا بعض معطياتها جسورا، جامعة الشدادية ومشروع مطار، مستشفيات عنوانها مستشفى جابر ومشاريع إسكانية.. وعندما رأيت معارضة غير معقولة في كل او معظم مطالبها.. من هذا المخاض خرجت بخلاصة مفادها ان الحكومة اي حكومة تحتاج لمعارضة من اي شكل حتى ولو كانت غير معقولة او فوضوية او حتى انتهازية.. رغم ان الأجدى والأنفع للوطن اي وطن ان تكون المعارضة هدفها الإصلاح والتنمية.. ولكن يجب ان يكون في مقابل او خلف الحكومة معارضة من اي نوع، فالإنجازات تحققت في مجلس 2009 عندما كان فيه معارضة.. فتم إصلاح العلاج بالخارج وتمت معالجة مصيبة فرز الموظفين الذين كانوا بالآلاف، ووضعت خطة تنمية وبدأت بفاعلية.. وعندما غابت كل أنواع المعارضة وتسيدت الحكومة المشهد، رأينا سياحة العلاج بالخارج تعود بقوة، ومشاريع خطة التنمية تتوقف ويؤجل افتتاحها كمستشفى جابر وجامعة الشدادية، وتؤجل مشاريع المطار الجديد وقرية البضائع، وتم إلغاء مستشفيين، وهكذا دواليك، وأخشى ما أخشاه ان يتوقف مشروع جسور الصليبخات ومنطقة الصباح الصحية فتكون علينا وطنا وشعبا بدل ان تكون فك زحمة لتتحول مشكلة كبرى لزحمة، فيتحقق المثل الكويتي «بغيناها طرب صارت نشب».
كما من اهم سلبيات غياب المعارضة توسع المساحات للمتنفذين وتوسع شهيتهم.
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح