على الرغم من تقدم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية وحصولة على ما يقارب 41 % من اجمالي أصوات الناخبين إلا أن النتيجة تعتبر فشلاً ذريعاً للحزب بعد سيطرته لثلاث دورات متتالية على البرلمان واستطاع من خلالها تشكيل الحكومة بشكل منفرد .
فبعد هذه النتيجة المخيبة لآمال اردوغان وحزبه والذي كان يسعى بكل قوته للإستحواذ على المجلس للمرة الرابعة ليقوم ببعض التعديلات الدستورية وأهمها تغيير نظام الحكم من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي ليثبت نفسه رئيساً لتركيا ، الا ان هذا الأمر أصبح من المستحيلات حسب نتائج الانتخابات .
وهذه الخسارة تأتي لعدة لأسباب سأذكر منها التالي :
١- النزعة القومية ؛ حيث اشتدت هذه النزعة لدى الأكراد خلال السنوات الأخيرة وسعوا بشدة للوصول الى البرلمان وحصد عدد من المقاعد لتؤهلهم للمشاركة في إمتلاك ثقل برلماني يفاوض بقوة من أجل إستكمال عملية السلام للمساهمة في حل قضيتهم وتحقيق طموحهم بإقامة حكم ذاتي مستقل ، وقد نجحوا بذلك بنسبة معينه بحصول حزب الشعوب الديمقراطي (الأكراد) الى ما يقارب ال79 مقعد مما يساهم في الضغط والتأثير على القرار داخل اللعبة السياسية التركية .
٢- النكسة الإقتصادية ؛ فإرتفاع معدلات الفساد، والإنحدار الإقتصادي منذ عام 2014 وتورط مسؤولين حكوميين ومقربين من أردوغان في قضايا رشاوى متكررة، فبحسب مؤشرات الفساد الدولية الصادرة عن منظمة الشفافية الدولية، فقد تراجعت تركيا إلى المركز 64 عالميا، ضمن 175 دولة، بينما كانت في المركز 53 عام 2013 ، وفي 2015، تراجع النمو إلى 2.9 بحسب بيانات “رويترز”، ووصل معدل البطالة إلى 11.2 بالمائة في المتوسط خلال الفترة من يناير إلى مارس، مقارنة مع 10.2 بالمائة في نفس الفترة من 2014 ، وهذا كان احد أهم الأسباب التي ساهمت في خفض شعبية اردوغان وحزبه.
٣- السياسة الخارجية ؛ فالسياسة الخارجية التي اتبعها أردوغان خصوصاً بعد موجة الصحوة الإسلامية و الإحتجاجات التي اجتاحت المنطقة العربية (ما يسمى الربيع العربي) والدور التركي “السيئ” في عدد من هذه الدول ، فدعم اردوغان للإخوان المسلمين في مصر وفشله في سوريا من خلال دعمه للحركات التكفيرية التي تئن منها المنطقة ككل كانت كالضربات القاتله له ولحزبه واثار حفيظة شعبه كما الخارج .
وبعد هذه الخسارة و فقد حزب اردوغان للأغلبية المطلقة بالبرلمان يتجه حزب العدالة والتنمية الى عدة سيناريوهات اهمها الاتي :
١ – خضوع حزب العدالة والتنمية لشروط احد الاحزاب الفائزة والتحالف معهم لتشكيل حكومة ائتلافية .
٢ – الذهاب بتركيا الى فوضى سياسية بحجة الفشل في تشكيل الحكومة خلال الـ45 يومً التالية للانتخابات (وهي المهلة التي حددها الدستور التركي لتشكيل الحكومة) والدعوة للذهاب الى اقامة انتخابات مبكرة .
٣ – تشكيل حكومة إئتلافية من خلال تحالف بقية الاحزاب الفائزة دون دخول حزب العدالة والتنمية بها .
وفي كل هذه السيناريوهات وغيرها سيكون أردوغان وحزبه هو الخاسر الأكبر ، وسننتظر للأيام القادمة لنعرف اي سيناريو سيتخذه اردوغان وكيف سيخفف من فشله .