بعدما سقط الاتحاد السوفياتي، وسيطر الديكتاتور الأميركاني على الأرض، تحولت الدنيا إلى مسرحية من مسرحيات «ون مان شو»، فلا وجود لمنافس، ولا ند، ولم يعد يخشى ذلك الكاوبوي أحداً من الكائنات، فأطلق لفرسه العنان، وراح يمشي بخيلاء في القرية، ويقسّم الكوكب تقسيم كعكة الميلاد… باختصار، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، صار الأميركاني وحده في الملعب، وصارت المباراة «بايخة» ومملة.
أقول ذلك وأنا ممن لا يهيمون حباً في اللون الأحمر، بل أزعم أن بيني وبين الكرملين «وقفة نفس»، لم تصل إلى المحاكم والقضايا، صحيح، لكنّ أحداً منا، بالتأكيد، لن يزوّج الآخر ابنته، مهما كانت «الجاهية».
على أن عدم حب كثير من الناس لرؤية الدب السوفياتي يتمخطر بصلافة مقززة، لا يعني فرحتهم بسقوطه وانفراد الكاوبوي الأميركاني، المتغطرس، بالقرار في كوكب الأرض.
الأمر ذاته تجده في كل مناحي الحياة، ومنها الرياضة، وكرة القدم بوجه الخصوص والدقة. إذ رغم تشجيعي لنادي برشلونة، ورغم الطرب الذي يملأ رأسي عندما يكون ميسي في «ليلة عرسه»، إلا أنني صفقت لنادي يوفنتوس عندما سجل هدف التعادل، في مباراة نهائي أبطال أوروبا. ليش؟ لأن «السلطة المطلقة مفسدة مطلقة»، وسلطة البرسا، على كرة القدم العالمية، في هذه السنة، مطلقة، وقد تُفسد متعة مشاهدة المباريات، ليقين جميع المتابعين والمهتمين بأن الفوز محسوم، وأن المسألة ليست إلا دقائق وثوانٍ.
صحيح أنني لم أكن أتمنى فوز اليوفي، لكنني كنت سأنام ملء جفوني لو فاز الطليان بالبطولة، من باب الحفاظ على حياة المتعة والمنافسة وجفاف الريق.
ولو كنت في ثياب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لسمحت للفرق المنافسة لبرشلونة بحفر الخنادق في الملعب، وبناء الجدران العالية، ونصب الأسلاك الشائكة على منطقة الجزاء، والاستعانة بوحدات الهندسة العسكرية لبناء المصدات، في وجوه هؤلاء البرشلونيين السحرة… ومع ذا، أخشى ألا يمنعهم شيء من الوصول إلى مرمى الخصم، وحصد البطولات… ومبروك للبرشلونيين.