عندما حكم الحجاج الثقفي و طبق سياسته التي اتفق الجميع على انها سياسة دكتاتورية بحته أصبح شعبه منضبط و مستقيم، لا أود أن أخوض بقصته و مواقفه، و لكن يجتمع الجميع على أنه تمكن من ضبط الاستقرار بقبضة يده و السبب يعود إلى شيئين، أولا فهمه لما يدور حوله من أمور، و ثانيا البطانة التي احتوته و حافظت على سياسته مما جعل…«كرسيه ثابتا و لم ينكسر» إلا بعد موته.
على مر التاريخ كان هنالك بعض القادة في بعض الدول التي أود أن أتحفظ عن ذكر أسمائهم، حيث كانت سياستهم مترنحة بسبب جهلهم عن الأمور و الأحداث التي تدور حولهم، فقد قامت شعوبهم بالانقلاب عليهم و السبب كما ذكرت عدم الإلمام بما يدور حولهم و السبب الآخر البطانة التي قادتهم إلى هلاكهم، و هذا إن دل لا يدل إلا على أن…«كراسيهم كان بها اعوجاج».
هذا ما هو دارج عند بعض القياديين، تجد البعض يجهل أمورا كثيرة و هذا ليس بعيب فالجهل يمحيه السؤال أي -العلم-، و لكن القصور يبدأ عند اتخاذ آلية على بعض الإجراءات و هي الآلية التي تناسب عقله أو مصلحته مما يجعله يضرب بطانته بعرض الحائط و هذه تعتبر أول حفره يحفرها بيده، ناهيك عن زرع عناصر تجسسيه و كأنه يعيش بدولة بوليسيه لا مؤسسية لها لوائحها و ضوابطها، عندما تقترب من هذه الشخصيات تجده لا يحمل بقلبه ذره من الدهاء، و يصل مستوى تفكيره و طموحه إلى مستوى عقل أصغر طفل لا يفقه ولا يعلم بما يأكل أو يشرب ، و إن سألت عن حياته الوظيفية، لعلمت أنه تعرض لهذا الظلم، الواضح أن الموضوع هيمنة و نقص في السُلطة.
إن سقوط بعض المؤسسات و تدنيها إلى هذا المستوى من خسائر أو مشاكل سواء على الصعيد الاقتصادي أو الوظيفي بشكل خاص ما هو إلا بسبب من يضع يده على دفة القيادة و لو بحثت أكثر لوجدت يدا ً فوق يده تقوده هو و دفته.
لا أريد أن أهضم حق بعض القياديين من هذه الفئة بانتقاد بطانتهم بل أثني على أن المشكلة تكمن بشخصيتهم من سياسة ومنهج و حتى بالحديث، هذا لا يعني أني مؤيد للظلم بل إن رأيي يميل إلى شخصية القيادي الصارم الذي يعطي كل ذي حق حقه، و هذا ما يجعل من الموظفين سندا له يعني…«ما يطيح إلا متعادل»، لنكن واقعيين أكثر، أحيانا ً تحتاج للصرامة و الشدة أمام من هو -وجهه منجب- و لكن دون ظلم أو تعسف.
في الختام ….
لا أوجه قلمي إلى شخص معين، ولا أريد من أحد أن يرى أحد هذا الموضوع بأبعاد ثلاثية، فيخمن بشكل خاطئ، فلو أردت لانتقدت من أريد.
نصيحة: إن قُدر لك أن يرميك حظك على قيادي صاحب كرسي أعوج فقم بالدعاء عليه و هو يسمع، لربما تحركه غريزته الدينية و يتعدل.