كتب الأديب علاء الأسواني: «.. ذبح أنصار الإخوان المسلمين في مصر اسكندر طوس، وتعمّدوا ألا يفصلوا رأسه تماما. واتفقوا مع صاحب جرار على سحله من قدميه، وهكذا رأى أهل القرية «اسكندر» للمرة الأخيرة مذبوحا مسحولا خلف جرار، بينما رأسه يتأرجح والدم يسيل منه غزيرا، فيصنع خطوطا على الأرض، وبعدها ألقوا بجثته في الشارع! هذا المشهد لا يقوم به حتى وحوش ضارية، بل من ضمائرهم من الإنسانية وتحجرت قلوبهم وتجردوا من الأخلاق. كيف يذبح هؤلاء الذئاب إنساناً خلقه الله مثلهم؟! هل هذا من الدين، أو من الشريعة التي يجرمون بمجرد المساس بها، واعتبروها خطا أحمر وفوق مواد الدستور؟» انتهى.
***
أعتقد بأن العالم قد تعب منا. فمنذ ما قبل الحرب العالمية الثانية، وبعدها مباشرة، ونشرات الأخبار ووكالات الأنباء والحكومات الغربية، والدول الكبرى الأخرى لم تنشغل بقضايا ومشاكل أي دولة أو مجموعة كانشغالها بخلافاتنا وحروبنا على الحدود والماء والكلأ، حروب أهلية، بعضها بين بعض، ومع الدول الأخرى.
نعم، لقد سئم العالم منا، وتعب من مشاكلنا واختلافاتنا الصبيانية، وتعب من ضجيجنا الذي بدا مع ظهور النفط وبلغ الذروة مع نكبة فلسطين ليستمر بوتيرة تخريب ثابتة من الحروب والانقلابات العسكرية المتتالية، الناجحة والفاشلة، في سوريا ومصر والعراق والمغرب وتونس والجزائر، والسودان واليمن وليبيا، وحتى لبنان (انقلاب الأحدب)، وخلافات الحدود بين المغرب والجزائر والأخيرة وتونس والكويت والعراق والسودان وجنوبه، والسودان ومصر وغيرها، و«الربيع» الذي انقلب صيفا في ليبيا واليمن، وسوريا الأخيرة وحربها الأهلية المستعرة. كما لا ننسى حروب لبنان الأهلية واحتلال إسرائيل له ودخول سوريا على خطه لثلاثين عاما، او يزيد. وماذا عن حروبنا مع إسرائيل، التي خرجنا من كل واحدة منها ونحن اضعف من قبلها، وخرجت هي أقوى مما دخلتها.
آهٍ، كم من طائرة غربية اختطفنا وفجرنا؟! وكما من رياضي رهنا وقتلنا؟! وكم من انتحاري في مسجد ارسلنا؟! وكم من رأس أسير بالسيف قطعنا؟! وكم من مدرسة وجامعة خربنا؟! وكم من أثر إنساني عالمي نسفنا.. وكم من راهبة وازيدية اغتصبنا.. وكم من فتاة وامرأة وطفل في سوق النخاسة بعنا؟!
هل هناك حقا شيء واحد، واحد فقط، نتفق عليه جميعا، غير اتفاقنا على يفني بعضنا بعضاً؟! وأثناء ذلك نحرص على إفناء الآخرين معنا، لنذهب الى الجنة؟!
في ضوء هذه المأساة يدعونا الإعلامي الصديق يوسف الجاسم الى طرح السؤال التالي: ما الذي سنفعله كدول عربية، إن افقنا من النوم ذات صباح، ووجدنا أن العالم اجمع قد غادر كوكب الأرض، وتركه لنا؟! والجواب: سنستمر في خلافاتنا وحروبنا!