سنوات عديدة مضت والحياة السياسية والاقتصادية في دولة الكويت دون تطور، أزمات سياسية، وإقصاء، وتهميش، واحتكار، كل ذلك للمحافظة على المعادلة السياسية القائمة التي تراعي مصالح السلطة مع التجار على حساب عامة الشعب، خدماتنا العامة متردية، سياسيات عامة تصاغ من واقع الخيال، مشاريع لا تنفذ، فساد منتشر، والمواطن يعاني!!
قد يستغرب البعض من معاناة المواطن الكويتي في بلد المليارات، نجيب على ذلك السؤال بالآتي: «عندما لا يتوفر في الكويت إلا جامعة حكومية واحدة، مما أدى إلى وجود نحو 30 ألف طالب كويتي يتلقون تعليمهم خارج الكويت أغلبهم على نفقتهم الخاصة، 60% من الأسر الكويتية لا تمتلك منزل في مخالفة واضحة لأحكام الدستور، مستشفيات قديمة متهالكة، أنظمة إدارية معطلة، وغيرها من مظاهر المعاناة، كل ذلك من أجل المحافظة على المعادلة السياسية»!!
لا أعتقد بأن هناك أي توجه لدى أصحاب القرار في إصلاح الاختلالات التي تعاني منها الدولة «الشق عود»، حتى لو أعلنت ذلك صراحة، فكيف يتم الاصلاح وهناك قصور في الإرادة السياسية لدى النخبة «الصفوة» السياسية في إصلاح المنظومة السياسية والاقتصادية، وضعف واضح في مستوى المؤسسية، وغياب شفافية أعمال الدولة والحكومة، وغياب الإطار التنظيمي للقوى السياسية، وقصور في فعالية مؤسسات المجتمع المدني، وغياب مشروع المواطنة، واتساع دور الدولة وهيمنتها على الاقتصاد، والاعتماد على إيرادات النفط لتكوين الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير، وضعف إسهام القطاع الخاص في الأنشطة الاقتصادية، والطبيعة الثنائية لسوق العمل الكويتي ، ومحدودية دور القطاع الصناعي في الناتج المحلي، وعدم تنوع مصادر الدخل، حيث ان صادرات النفط تشكل الجزء الاكبر أو شبه الوحيد من اجمالي الصادرات، وهيمنة القطاع العام على الناتج المحلي مقارنة بالقطاع الخاص، وتركز العمالة الوطنية في القطاع الحكومي «بطالة مقنعة» والارتفاع المستمر لنسبة البطالة للعمالة الكويتية، واستهلاك الإنفاق الجاري في الميزانية العامة لحوالي 90% من الانفاق العام مقارنة بالانفاق الاستثماري، وتغييب الكفاءات الكويتية القادرة على الإصلاح، وضعف المنظومة التعليمية، وغيرها!!
هذه مشاكلكم والاختلالات التي تعاني منها الدولة نتيجة لرغبتكم «السلطة، والتجار» في استمرار تحالفكم، تراجعت الكويت، وأصبحت من الماضي، لا أعتقد أننا مقبلون على نهضة أو تطور دام ذلك نهجكم. وكما يقال:
لقد اسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي