تنهب عمرك الأيام وتتقطع على ظهرك السنون وأنت ما زلت جامدا في نفس المكان وعند تلك اللحظة، مشغلا نفسك بذلك الذي كان من الممكن أن يكون..لو ذلك الأمر حدث أو لو أني عملت كذا وكذا أو لو أنني تركت كذا وكذا، هي حياتك عشها كيفما كانت ولا تتوقف كثيرا عند ماض سحيق ذهب وولى..أنظر حولك مباهج الدنيا كثيرة تنتظرك أن تقطفها وتعيشها، اخرج من ذلك الكهف المظلم الذي حبست نفسك فيه كل هذه السنوات من أجل أمر قديم..قديم جدا..دع النور يصعق عينيك ليفتحهما ويفتح مخك معهما على الحياة الجميلة التي تفوتك، على أحبابك المحيطين بك..على عائلتك وأقربائك الذين فوت على نفسك لحظات جميلة ورائعة معهم كانت ستكون أحلى الذكريات..تحول إلى صانع للذكريات الجميلة..احصد كل يوم يمر في حياتك وانفض عن روحك غبار السنوات الماضية..فما ولى ولى..ولن يعود..كل يوم جديد..كل فجر جديد تستيقظ فيه صحيح معافى أحبابك حولك..تجد من رزقك ما يغنيك عن الناس هو هدية عظيمة من الخالق..فماذا أنت فاعل بهذه الهدية؟..إن أشحت بوجهك عنها ورفضتها فذلك مدعاة لغضب الله عليك، وقد يتغير حالك إلى حال آخر أسوأ مما أنت فيه…فهو القائل سبحانه (وأما بنعمة ربك فحدث).
أبسط اللحظات وأسهلها في حياتك لو توقفت عندها قليلا فستجد فيها مكمنا وكنزا كبيرا لا ينضب لسعادة دائمة.. جمعة طيبة مع أصدقائك..جلوس طفلك الصغير في حضنك وتأتأته بكلمات مبهمة ومضحكة…جلوسك في ركن بعيد في زاوية المسجد ومصحفك بين يديك تتلو من كلمات الله ما تيسر لك…رحلة روحانية جميلة تغيب بها عما حولك..خروجك لمشاهدة فيلم جميل مع زوجتك وأطفالك..أشياء صغيرة وبسيطة نبخسها حقها، لكنها في الواقع تؤمن مخزون سعادة كبيرا.
زبدة الكلام أترك عنك ما فات واغنم من حاضرك ما يسعدك.
نقطة أخيرة: كل عام وأنتم بخير..وسنة سعيدة مليئة بالصحة والعافية لكم جميعا ولمن تحبون.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً