قانون منع الاختلاط بين الجنسين بعد الثانوية صدر في تسعينيات القرن الفائت وتحديدا في مجلس 1992 ومثل انتكاسة للدولة المدنية.. المؤسف أنه صدر في عهد وزير تربية وتعليم عالي ليبرالي التوجه، في صفقة بين التيارات الدينية لتقديم إنجاز كرتوني لجمهورهم الذي ينتخبهم باستمرار، لكنه لم يتحقق له شيء مما وعدوه فيه على ارض الواقع.. ومن جانب التيارات الليبرالية ضحت بجزء بالغ الأهمية من مبادئها وقيمها في مقابل استمرار وزيرها وزيرا.. واتفق الجانبان على ترك منطقة رمادية لكيلا يخسر احد، فجاء في القانون مهلة لمدة خمس سنوات لتنفيذ القانون، أي ان جمهور التيارات الليبرالية لم يشعر بالإخفاق وتقهقر مبادئه لان من انتخبهم قالوا له إنها حيلة ولكن القانون لن ينفذ وكان همهم الانتخابات القادمة، وفي ذات الوقت جاء مرشحو التيارات الدينية للانتخابات بما اعتبروه إنجازا عظيما سيخدم الدين والعفة ويحافظ عليهما..
في مزايدة شعبوية تحمل تبعاتها المال العام بخمسمائة مليون دينار سنويا، وتحمل تبعاته الطلبة من خلال الشعب مغلقة وإضعاف قوة التعليم العالي في هذا الوطن.. وتحمل تبعاته أيضا إضعاف للجانب الاجتماعي وتحصين بناتنا اللائي يتخرجن في الجامعة فيتوظفن ليجدن زملاءهن رجالا، بشكل فجائي فيكن في حالة ارتباك وعدم توازن مدة طويلة.. والأهم من كل هذا وذاك هو انه لم يتحقق جراء هذه الكلفة العالية على المال العام أي شيء سوى اللهم إلا تخلف على صعيد التعليم وجودته، ورغم ذلك كله ظل العفيف عفيفا وهم ولله الحمد الأكثرية كما كان الوضع قبل هذا القانون.. ولايزال غير العفيف على وضعه مع زيادة طفيفة للأسف.
والحقيقة فقد آن الأوان لوقف هذا النزيف من الخسائر الجسيمة على المال العام، وعلى قيم المجتمع الكويتي المحافظ الذي لا يحتاج للقوانين ولا لهذه التكاليف الباهظة لصيانة العفة فيه.. فهي مصونة بقيم وتعاليم ديننا الحنيف وعادات وتقاليد أهل الكويت الكريمة، وما عاد الوطن بحاجة لهذا الخلط الجانح وليس الجامح للحابل بالنابل في هذا المجتمع الطيب لتحقق بعض التيارات السياسية التي ترفع شعارات دينية او ليبرالية للاستفادة من هذه الشعارات في الانتخابات فقط
أي ان الوطن ومقدراته وأفراده ليسوا إلا مواد انتخابية لتحقيق الإنجازات للتيار وعلى حساب الوطن وأهله وحاضرهما ومستقبلهما.
فهل يذكر جمهور الناخبين في وطني ويقومون بواجبهم لخدمة الوطن فينتخبون للكويت في الانتخابات القادمة..؟ والأهم أن يقوموا بواجبهم ولا يناموا أو يسافروا أو يقولوا «خلهم يولون»..؟ فهناك نسبة 50% تقريبا من الناخبين يغيبون عن الانتخابات منذ انتخابات 2008 وبعدها نتساءل لماذا يتقدم الآخرون ونحن نتخلف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح