انتشرت قبل حوالي عشر سنوات حكايا «مشعوذة» يتم تداولها عبر الرسائل النصية ورسائل الفاكس مثل :«مواطن اكل نقرورا مشويا ثم نام ورأى فيما يرى النائم أحد نواب الحراك وهو يرتدي دشداشة خضراء وعقالا أصفر وغترة بيضاء وبشتا أحمر ونعال زنوبة فستقية يسير في صحراء قاحلة فلحق به وقال له أن الحارج في قولوني من النقرور أطار عقلي فمد النائب السابق يده ومررها على بطن المواطن فزال .. الحارج»!! ثم يكمل المرسل طلبه قائلا:«اطبع منها عشر رسائل وابعث بها لعشرة من أصدقائك احدهم نفذ الشرط المطلوب فكسب سيارة تويوتا كامري في يا نصيب وأحدهم استهزأ بها ولم ينفذها فصارت زوجته رجلا ثم .. اغتصبته».
في عام الغزو العراقي قضيت بضعة أيام في بيروت بمهمة رسمية من حكومة الطائف في ذلك الوقت بصفتي رئيسا لجمعية الصحافيين بالوكالة حيث التقيت بالعديد من امراء حرب الطوائف هناك مثل «نبيه بري» عن حركة أمل والراحل «حسين فضل الله » عن حزب الله والأمير طلال أرسلان عن الدروز والبطريرك «صفير» عن الطائفة المارونية وغيرهم من رجال أحزاب وسياسة وإعلام وهم في بيروت أكثر من «الذبان في سوق .. التمر»!! المهم أن وجودي خلال حدث ضخم مثل غزو العراق للكويت وانشغال الكرة الأرضية بأسرها في عملية التحرير أظهر نوعا جديدا من الاهتمام الشعبي لدى بسطاء الناس منها رسائل منسوبة إلى أسماء قديمة في تاريخ الشعر أو الأدب الأموي أو العباسي تزعم أنها «تنبأت بدخول صدام حسين للكويت» منها على ما أذكر رسالة تقول .. «وتشتعل نارا في الخليج يرى دخانها أهل بصرى الشام ورجل يهزم الصليب والنصارى اسمه .. صادم»!! الخليج مقصود به حرائق نفط الكويت وصادم هو ..صدام وبالطبع لم يجبني احد على سؤال هام : هل كان مصطلح «الخليج» وهي الكويت وجاراتها شائعا قبل ألف سنة ولو كان «البكر» هو الرئيس العراقي هل اسمه سيصبح «الباكر» .. وهكذا ؟!! أمس وصلتني رسالة من هذا النوع تقول إن شاعرا قبل 700 سنة تنبأ بقدوم «أبوبكر البغدادي» وكالعادة ومثلما قالوا..«صادم» وليس صدام وصفوا جيشه بأنه «دائش» وليس «داعش» .. حتى تمشي مثلما مشت .. غيرها «!! » ومادام الشيء بالشيء يذكر «فهناك نكتة قديمة تقول إن ..«رجلا عربيا مر على واجهة محل في نيويورك للبيع فشاهد في الفترينة أدمغة وأمخاخا بشرية للبيع الأول وضع تحتها سعر مئة دولار .. والثاني 50 دولارا أما الثالث فقد كان السعر المكتوب تحته: عشرة آلاف دولار ! دخل الرجل وسأل صاحب المحل عن الأسعار وذلك التفاوت الكبير بينها فرد عليه قائلا: المخ الأول لأميركي مستعمل كثيرا والثاني مخ روسي استهلكه صاحبه أكثر من الأول أما المخ الثالث والذي يصل سعره العشرة ألاف دولار فهو مخ أحد أسلافك العرب الذي ما زال جديدا تماما ولم يستخدمه صاحبه على الإطلاق!!.
نصيحة في أخر المقال لكل من يقرأ الآن: اطبع منه مئة نسخة ووزعها على مئة صديق , أحدهم نفذ الشرط وكان متزوجا من امرأة «نسرة» وفي صباح اليوم التالي وجد بجانبه على السرير إمراة «حمامة» تشبه «نانسي عجرم» , أما الذي تجاهل وعاند وكابر ولم ينفذ فقد تحول من حليف لمرزوق إلى حليف للشيخ ولد الشيخ .. والله أعلم!!