الله على من يستنكر تفجير “مسجد القديح” الشيعي في السعودية، وهو لا يكل ولا يمل من مهاجمة الشيعة، كطائفة ومذهب، على مدار الساعة، ويحرض على اجتثاثهم.
الله على من يبكي، ويحثو التراب على رأسه، حزناً على القتلى والمصابين الشيعة في انفجار “مسجد القديح”، ويرقص طرباً عند رؤية جثث السوريين السُّنة المقصوفين ببراميل بشار.
سيبك من “شعارات الزينة”، سيبك من حكاية “الوحدة الوطنية” و”التعايش” و”مجتمع الأسرة الواحدة” وبقية الخرابيط، فهذه مثل البسكويت وقناني مياه “بيريه” التي نشاهدها على طاولة اجتماعات القادة، أو اجتماعات الوزراء، هي للزينة فقط. راجع كل الصور، الملتقطة للاجتماعات، ستجد أن أحداً لم يمد يده ليتناول البسكويت أو مياه بيريه.
على أن أكثر من يبهرني هو من يستغرب ما حدث من تفجير، ويراه مفاجئاً وخبراً صاعقاً، على اعتبار أننا الشعوب المسالمة، القطة المغمضة، التي لم تسمع عن الطائفية ولا حرب المذاهب، وننام وكل مذهب يحتضن المذهب الآخر تحت بطانية واحدة، فيقول السني للشيعي يا حياتي، ويقول الشيعي للسني يا عيوني، وإذا انكمشت البطانية أثناء النوم، قام كل مذهب بجرّها لتغطي أقدام المذهب الآخر، كي لا يشعر الآخر بالبرد.
اتركوا الهجص عنكم، وارحموا آذاننا التي ستنفجر من كثر الخطب والشعارات، واحرصوا على توسعة المستشفيات والسجون، وتوفير الأكفان وأدوية الحروق… إلى أن تقرروا، صادقين، إيقاف هذا العبث بقرارات رسمية صارمة.