ذات صُدفه وجدت نفسي الهاربه مني ، وجدت نفسي التي تُشبهني ، نفسي التي تقرأ صمتي و تُشاركني حُب “داغستان بلدي” و حُب الفجر و السهر ، حُب سكون الفجر الظاهري و صخبه الباطن ، ذات صُدفه و الصُدَفْ لا تتكرر كثيراً في هذه الحياة ، كان اللقاء ، كان حديثاً عن كُل شيء عن الحقيقه و أيُ حقيقه !! حقيقه نزعنا بها كُل قناعٍ كُنا نُخفي وجوهنا به ، تحدثنا عن حياتنا أحلامنا آمالنا أهدافنا قصائدنا و كتاباتنا عن كُل شيء ، تعاهدنا على البقاء و اللقاء كـ نهرٍ لا يجد مصباً إلا قلب المدينه ، لم نكد نُنهي أول أحاديثنا حتى قالت “أنا فتاه أعشق الغياب بل أنا سـ أغيب في الحياة الأخرى هناك أشياء تنتظرني ، و ربما ربما سأعود كُن بـِ خير” قالتها و رحلت ، كُنت كـ من إستيقظ من حلم جميل أزعجته هذه اليقظه ، لم أجد سوى الصمت وسيله لتمالك نفسي من الإنهيار ، بحثت عن نفسي عن قصائدي عن كُل شيء جميل كان بين يداي ، لقد رحل كُل شيء معها ، مع من أتت بها الصدفه و غادرتني على عجل ، توسلت البكاء حتى لا أقع في فخ أن يلتهم الوجع قلبي ، لم تكن حلماً بل كانت حقيقه لكنها لم تدم طويلاً ، الآن أنا مدينة إنتظار و مرسى إنتظار و حياتي كلها إنتظار على أمل عودتها سـ أبقى صامداً على وعد “ربما سـ أعود” ، تطاولت أيام الغياب و إستبد الظمأ تسلطاً على قلبي ، كُنت في صراع بين هل تعود أو لا تعود ، كان الليل طويلاً جداً حتى ليالي الصيف القصيره كانت أطول مما يجب ، كان ليلاً بارداً و صباحاته شاحبه ، كُنت أنتظر كـ ميناء لا يعرف سوى إنتظار السفن لِـ تُلقي حمولتها فيه و ترحل ، عامٌ مضى و جاد الفجر بِـ صُدفه أخرى ، لم تكن كما كانت ، كان السواد يكتسيها ، كانت نبرة حديثها تكاد تختنق وجعاً ، كانت ترى الحياة مُجرد وجع ، قالتها و بِـ صوت تتكسر حروفه تعباً ، خذلتني كُل الأشياء التي كُنت لا أُريدها و ألزموني بها قاتلت من أجل بقائها و خذلتني ، تركتني على قارعة الطريق مُمتلئه وجعاً ، لستُ وحدي أصبح لي شُركاء في الوجع لقد أصبحت أُماً و أباً و جداراً لِـ من لا يعرفون سوء ما حدث و حجم تضحيتي من أجلهم ، أنا الآن مُجرد جسد يُشبه جذوع النخيل المُهمله على قارعة الطُرق الصحراويه ، أرى بِـ عيني تغير كُل شيء و أنا لا أتغير ، لا شيء في الأُفق سوى اليأس ، لم أعد جميله كـ ما السابق ، لم أعد مدينه تصب بها كُل أنهار قصائد الشُعراء ، أنا لا شيء ، كم كانت قاسيه هذه الصُدفه أعادتها لي جسداً بلا روح و شتاتاً لا يقوى إستجماع نفسه ، إستجمعت قواي و قلت : نحن معاً الآن و ما كان كان و ما سيكون سيكون هذا البُكاء و هذا العتب و هذا اليأس لن يُغير من الوجع شيئاً ، يكفي أننا معاً يداً تُمسك يد ، سنسير معاً و ننقذ بعضنا البعض و سنكون بخير نعم سنكون بخير ..
“قصه قصيره”