صدمت الكويت مساء أمس الأول بخبر مفجع هز الكويتيين جميعا، وهو خبر وفاة العم جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الاسبق، ومن منا لا يعرف ذلك الانسان الذي كانت له مواقف عديدة يذكرها له اهل الكويت الشرفاء، جنب بها الكويت ازمات كثيرة، ولا أزال اتذكر دائما ابتسامته المعهودة التي لطالما حفظت للعديد من جلسات مجلس الامة الهدوء والتوازن، وكنا نتعجب جميعا من مدى سعة صدره وصبره وتحمله لايام عصيبة مرت بها الكويت في عهده، فقد نجح- رحمه الله- في ان يضع بصمة خاصة به في عهده لرئاسة المجلس وهي انه قد استطاع بحكمته وهدوئه المعهود أن يغير من حالة التأزيم التي لطالما عرف بها المجلس سابقا، ولطالما كان شخصية محبوبة من الجميع وعلى رأسهم صاحب السمو الامير حفظه الله والذي كانت له بالمرحوم علاقة خاصة وطيبة جعلت الكويت تمر من خلالها الى بر الامان وتتخطى العديد من الأزمات.
وما زلت اتذكر صوت العم جاسم الخرافي في جلسة ٢٠٠٥/٥/١٦ التاريخية في عهد رئاسته للمجلس والتي غيرت مسار المرأة السياسي في الكويت، حيث وافق حينها المجلس على اعطاء المرأة الكويتية حقها السياسي بالترشيح والانتخاب، وكانت جملته الشهيرة تجلجل بصوته قائلا «موافقة ٣٥، عدم موافقة ٢٣، امتناع ١، اذن موافقة ويحال للحكومة».
لن ننساك يا بو عبدالمحسن ستظل محفورا في ذاكرتنا نحن النساء، وكذلك كل الشرفاء من اهل الكويت، ولكن الطيبين سريعا ما يرحلون، ولكنهم وان رحلوا سريعا فإنهم تركوا فينا ذكرى طيبة تجعلنا ندعو لهم بالرحمة والمغفرة الواسعة، رحمك الله يا بو عبدالمحسن، ولكنها إرادة الله عز وجل، ولا يسعنا الا ان نتذكر قوله تعالى في كتابه الحكيم (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام).