مرة أخرى عاد الفكر التكفيري الاقصائي الدموي الى واجهة الاحداث في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية وعادت اداة القتل والإرهاب لتطال المصلين الأبرياء في احد بيوت الله وبأحد اشهر الله شعبان المعظم .
فاليوم ومع تجمع المصلين لأداء فريضة الجمعة في مسجد الامام علي عليه السلام في منطقة القديح بالقطيف وتزامناً مع فرحة المسلمين بذكرى ميلاد سيد الشهداء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام فجع المؤمنون و الاحرار في العالم بخبر تفجير «احد انذل خلق الله» لنفسه بحزام ناسف بين جموع المصلين لتختلط اصوات التكبير والتسبيح مع اصوات التفجير والصراخ .
جاء هذا الارهابي وبكل »ثقة» اغلق باب المسجد وفجر نفسه! فسقط من سقط من شهداء وجرحى بمختلف الاعمار، فضج العالم بالتصريح والتسابق الى ابواق الاعلان لتسجيل موقف! دون التطرق للسبب الحقيقي لهذا العمل الذي تكرر اكثر من مرة دون رد فعل واضح او موقف مسؤول .
وعلى الرغم من تكرار هذه الاعمال الجبانة «وحادثة شهداء الدالوة ليست عنا ببعيد» لم نرى اي موقف واضح من المسؤولين لمواجهة السبب الحقيقي لهذا العمل الجبان ألا وهو الفكر التكفيري الاقصائي الذي يحمله هؤلاء الارهابين بل اصبحنا نرى ان هذا الفكر بدأ ينتشر اكثر من اي وقت مضى بين فئة الشباب بشكل ملحوظ و بدعم غير مسبوق من استخبارات دول كثيرة .
وقد بدأ هذا الفكر «ومنذ سنوات» بتطبيق أجنداته بشكل عملي بتفجير مسجد وحسينية هنا وشارع مكتض بالسكان هناك »تقرباً الى الله» حسب عقيدته المريضة، لأنه وجد الحاضنه المناسبة له من الأنظمة من خلال مناهج دراسية يتم حشو عقول الطلبة بمختلف المراحل الدراسية بها في بلداننا وللأسف، بالإضافة الى الدور الكبير الذي يحمله رموز هذا التيار التكفيري بغسل ادمغة الشباب من خلال دورات ومحاضرات وقنوات تلفزيونية .
فالآن وبعد هذا السيل من الدماء التي سالت على طريق الحق، يجب على حكومات وأنظمة المنطقة ان تعي مدى كبر هذا البلاء وان تبدأ بوضع خطة واضحة لمواجهة هذا الفكر المنحرف من خلال مواجهة بؤر التكفير النائمة المنتشرة في اوطاننا و من خلال تغيير وإلغاء المناهج التكفيرية التي يستغلها هذا التيار المنحرف ومحاسبة كل من يحمل هذا الفكر، وفي المقابل يتم نشر الفكر الاسلامي الصحيح الذي يرفض مثل هذه الاعمال المشينة من خلال حملات اعلامية منظمة، وترسيخ لمبدأ الوحدة الاسلامية والمواطنة الحقيقية .
رحم الله الشهداء السعداء الذين سقطوا في افضل بقاع الارض «بيوت الله» ورزقهم السعادة الأبدية، ورزق الله الجرحى الشفاء العاجل.