الإصلاح ردة فعل طبيعية لأي أخطاء تحدث في حكم ودولة، إلا أن هذا الإصلاح الممزوج بالحماس يرتد بنفس «قوته» على أهله ولو بعد حين إن لم يضبط.
الحماس والتفاعل أمر مطلوب لأي عملية جماعية حركيه، فهو من وسائل الاستمرار وتحقيق الأهداف ولكن يجب أن يراعى الانضباط في ذلك حتى يكون طريق سيرها سليم ونافع، فالحماس إن لم يكن منضبط أصبح عملية عشوائية متفجرة ومُفجرة.
الكل يرفع شعار الإصلاح بطريقته وبفهمه، لذلك أصبحنا نرى الإصلاح بأوجه كثيرة ومختلفة بل ومتناقضة في الغالب، ونحن لا ننكر أن الإصلاح له طرق مُختلفة من حيث الشكل والأسلوب إلا أن هذه الطرق بلا شك لا تتناقض ولا تتناحر بسبب الاهواء والطموح الشخصي، فقد تكون نقطة الاختلاف في التوقيت او الفهم أما الغاية والنتيجة فلا اختلاف على شكلها ووضوحها .
ثم من الطبيعي أن ترى جماعات كثيرة تدعو الاصلاح وتدّعيه وهي في الأساس مصطنعة وذلك من أجل ملء الفراغ ومزاحمة من خرجوا من أجل الوطن ومواطنيه، فقط لصنع التعددية واختطاف الاضواء وزرع الخيارات المُختلفة واقتراح السهل المضر منافسة للصعب المفيد.
هذا ما يحصل الآن في دولة تطبق الديمقراطية من طرف واحد، حالها حال الحب من طرف واحد فصاحبه حالم واهم مُعلَّق مُتعلق لم يتزوج أساساً كي يُعد مُطلق، فالديمقراطية لم تطبق كي يفاخر بها من يدعيها.
تضحيات الاصلاح دائماً تكون بقدر ما وقع من الأخطاء، أما المبالغات التي تجر للفوضى وزرع الفتن وتضليل الرأي الصحيح، وفتح باب الشهرة خصوصاً للشباب كي يكسب طرفهم وحماسهم فهذا كله من المغالطات التي وقع بها أصحابنا سواء بقصد البعض منهم أم بغير قصد.
يا من تناشد الاصلاح لا تترجمه بلغة الانتقام والتعدي والتخوين لكل من يخالفك برأيه وبطريقته للإصلاح، فإن كان لك رأي تريد ان تصلح به فالبقية يحملون آراء مُصلحة أيضاً، فالإصلاح ليس مُحتكر لأحد.
اليوم للأسف رأينا نتيجة ذلك الحماس العشوائي، بسجن البعض وترحيل آخرين، وتزاحم القضايا بحق الكثير وعلى رأسهم شباب رآى الإصلاح بالتعدي والتهور دون تعقل بعضهم، وكأن الإصلاح لا يتم إلا بالسب والقذف، أضف إلى ذلك أن كثير من الحقائق سقطت قيمتها بسبب الأسلوب التي كُشفت به للأسف.
***
ما بعد النقطة :
الإصلاح ليس منصة للشهرة، ولا مزاداً لعرض التضحيات، بل هو عملية الأصل فيها أن تكون طوق نجاة للجميع.
بقلم /
فهد بن رشاش