طالعتنا في الأسابيع القليلة الماضية صحف العالم ونشرات الأخبار ومواقع التواصل الإجتماعي بأنواعها بخبر القائد المقدام الصيني ( لى جين يوان ) الذي استحق لقب أفضل رب عمل بجدارة بعدما سافر إلى فرنسا مصطحباً معه أكثر من 6400 من موظفيه في عطلة مدفوعة التكاليف لمدة اسبوع ، احتفالاً بالذكرى العشرين لتأسيس الشركة .
تكلفة هذه العطلة وصلت إلى رقم فلكي قارب ال 33 مليون يورو ،حجز خلالها 140 فندق باريسي ، اضافة إلى حجزه تذاكر في أهم معالم السياحة في العاصمة الفرنسية ، كما حضي الموظفون برحلة جميلة إلى جزيرة الريفيرا الفرنسية ، حيث حجز لي جين يوان 4760 غرفة في 79 فندقا في كان وموناكو .
وخصص 147 حافلة لنقل موظفيه إلى ممشى برومينادي في نيس، حيث اصطفوا في تجمع بشري ضخم مشكلين عبارة (حلم “تيان” جميل ) وتيان هو اسم الشركة .
– هذا القائد الذي صرف مبلغ ( ٣٣ ) مليون يورو لإجازه مدفوعة التكاليف لموظفيه في رحلة إلى فرنسا ، قد يقول قائل ( وقد قيلت ) ماهذا البذخ الصيني الفاحش رمز علامة تعجب عريض️
كم أنت ( أهبل ) يامستر لي جين ، أين هم أولاده ليحجروا على هذا المجنون!!
– عبارات كثيره اطلقت تصف هذا الصيني بالجنون والخرف ، ولكنهم لم يعلموا أنه ( الأعقل ) بينهم ( والأكفاء ) قيادياً ، مقارنة بمن نعتوه بالمجنون .
– تفكيرهم كقادة ( كما يصفون أنفسهم ) عندما هاجموه كان من منطلق عبارة ( إنها شركتي ) ولم يكن من منطلق ( إنها شركتنا ) .
– تفكيرهم عندما هاجموه كان لحظة ( احتساء لفنجان من القهوة الفرنسية في برج عاجي لاتصله إلا طائرات تحالف الحزم وليتها تقصفه )
– تفكيرهم عندما هاجموه كان من منطلق يالها من خسارة فادحة ، ولم يفكروا لبرهه ماكان يهدف له المستر لين جين بنظرته المستقبليه المتمثلة في حكمتهم الصينية الخالدة ( مثلما يعود النهر إلى البحر ، هكذا يعود عطاء الإنسان إليه ) تحقيقاً ( لمبدأ التشاركية ) حيث صرف ٣٠ مليون في مقابل مكسب ( ١ضرب ١٠) من الولاء والانتماء والانتاج والجودة والإخلاص والتفاني والمكسب من قبل موظفيه والتي لم تكن حاضرة في أذهان
( مدراء سم طال عمرك ) لأنهم يجهلون منهجية وفكر ترسيخ وغرس قيم الإنتماء الوظيفي ، ولأن أكبر همومهم ترسيخ ثقافة ( البشت حفظه الله )
– تفكيرهم عندما هاجموه كان من منطلق ( أنا المدير ) وليس من منطلق ( أنا القائد ) .
– تفكيرهم عندما هاجموه كان من منطلق أن تلك الميزات ليست إلا ( للمدير الجهبذ الذي هو أنا ) وما ( في البلد إلا هالولد ) .
– تفكيرهم عندما هاجموه كان من خلال الصورة الذهنية التي رسخت في عقولهم الخاوية ( بشت المدير يتحدث ياساده ) والتي ينادون بها ولازالت لدى أغلب من يدير مؤسساتنا ممن عشعشوا وضربت العنكبوت على أطناب كراسيهم الفارهه ، والتي أوجدت لدى شريحة كبيرة من المجتمع مايسمى ( بثقافة البشت ) ولم يعلموا أنه في مقابل قطيع ( المتسلقين المادحين) هناك أيضاً شريحة كبيرة ممن هم على شاكلة ( أبي حنيفه ) والذين يمدون أقدامهم بمجرد حديث ( البشت الموقر حفظه الله ) حتى لو صفق بعض ماسحي الجوخ لبشته قبل أن يصفقوا له .
– تفكيرهم عندما هاجموه كان من منطلق منهجهم في الإدارة الذي سارت به الركبان والذي ينص على أن كونك موظف فأنت مطالب بأن ( تَحْضُر وتْحَضّر وتقول حَاضر وغيرها الله يسهل عليك )
ختاماً : يقول السياسي الإغريقي ( كلييس ) لإبنه الصغير :
يابني أنت أقوى شخص في بلاد الإغريق
فقال الغلام : وكيف ذلك
فقال السياسي : أنا أحكم أثينا والإغريق قاطبة ، وأمك تحكمني ، وأنت تحكم أمك .
كلييس مع الإعتذار لشخصكم الكريم :
لو كنت حاضراً عهد مؤسساتنا الإدارية وكنت أحد أفرادها لحكمك بعض من يديرها أنت وأثينا وزوجتك وإبنك .