ولد محمد ناصر السنعوسي، الشخصية المعروفة، عميد الإعلاميين، وزير الاعلام السابق، في الكويت قبل 77 عاما، وهو الثاني بين 13 أخاً وأخت.
درس الإعلام في جامعة «يو إس سي»، بجنوب كاليفورنيا، بعد فترة تدريب مكثّفة مع الــ «بي بي سي البريطانية». ويمكن القول إن معاصرته لتلفزيون الكويت كانت نقطة التحول في حياته، ففي اروقة ذلك الجهاز، وبسببه، تعرف على أهم شخصيات حياته، ومنه انطلق للمحلية والإقليمية ثم العالمية.
بدأ التلفزيون بثه في الكويت عام 1957من خلال محطة «شرين»، التي كان يمتلكها المرحوم مراد بهبهاني، ولكن بعد سنوات اشترتها الحكومة، ليبدأ البث الرسمي عام 1961.
تولى خالد المسعود مسؤولية إدارة الجهاز، ووقع اختياره على السنعوسي، الذي كان يدرس المسرح في القاهرة، ليكون من كوادر التلفزيون الأساسية. وهناك التقى محمد رفاق دربه الطويل والجميل، مثل: رضا الفيلي، سالم الفهد، سهيلة الحاج، أمل جعفر، وباسمة سليمان، التي اصبحت تاليا شريكة حياته.
في السنوات الأولى تولى السنعوسي الجانب الفني في المحطة، ولكنه ابتعد عن الجهاز للدراسة، ليعود في السبعينات مديرا له، وليصبح بعدها وكيل شؤون التلفزيون، وليشهد الجهاز نهضته في عهده، وهي نهضة لم تتكرر ثانية حتى اليوم، فقد لعب التلفزيون دورا في تشكيل وعي المجتمع وزيادة ثقافته. كما نجح السنعوسي من خلاله في اكتشاف الكثير من الكفاءات، وخلْق نجوم، والإطاحة بغيرهم. ويقال إن أمير الكويت حينها، الشيخ عبدالله السالم، استدعاه ليقول له إن مهمته ليست سهلة، فعليه ان يرضي عبدالله السالم (الحاكم) وعواد سالم (المواطن العادي).
خلال إدارة السنعوسي للتلفزيون وقف مع حقوق الفنان ودعم النشاط المسرحي، وشجع فتح المسارح الخاصة، ووضع الكويت على خريطة المهرجانات الدولية، وخلق فرقة التلفزيون الجميلة. كما نجح في إنتاج أفلام تسجيلية عالمية، كالرسالة. كما ساهم في تأسيس مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، وأنتج البرنامج التعليمي الرائد «افتح يا سمسم».
بعد الاستقالة من التلفزيون عام 1985 تولى إدارة شركة المشروعات السياحية ونجح في تحقيق نقلة نوعية في أنشطتها الترفيهية والسياحية. ثم اتَّجه بعدها للنشاط التجاري حيث أسس العديد من الشركات الرائدة في مجالات عدة، داخل الكويت وخارجها. وفي عام 2006 عيّن وزيراً للإعلام، ولكن بسبب اعتداده بشخصيته، لم يطل مكوثه على كرسي الوزارة إلا أشهراً قليلة، ليترك منصب العمل الحكومي، ربما من غير رجعة.
شخصية السنعوسي، الصريحة والجريئة، ليس من السهل التعامل معها في مجتمع اعتاد على المجاملة، إلى درجة النفاق. فهو لا يعرف التردد ولا الغموض، وبالتالي فإن علاقاته بالآخرين، هي غالبا، إما جيدة جدا، وإما متوتّرة جدا. ومن واقع معرفتنا بالرجل، نستطيع القول إن لديه الكثير ليعطيه، لو أتيحت له الفرصة، ولكن مجتمعنا، على الرغم من كل مزاياه، فإنه ظالم من جهة، ومن جهة أخرى، لا يميل الى الشخصيات القوية والصريحة. باختصار، السنعوسي مدرسة بحد ذاته!