وهكذا تشكل مجلس "أمتهم"، فتجمع الآدبون حول المأدبة، والمأدبة فاخرة، والآدبون جوعى وإن انتفخت كروشهم! وتكفلت السلطة بتوفير الملاعق والسكاكين، وارتدت "بابيونة" الجرسون، ووقفت خلف ظهورهم تنتظر أوامرهم وتتمنى لهم الهناء والشفاء والرفاء والبنين.
وكما قلت سابقاً، أثناء رئاسة الشيخ ناصر المحمد للحكومة: سيارة الكويت "مغرّزة"، وبالفصحى عالقة، في "نفود" الفساد، ولا يمكن أن تخرج بالضغط على البنزين بقوة، فقد تغوص أكثر في رمال النفود، وليس لنا إلا الطريقة الشعبية لإخراجها، بتمهيد الأرض عبر "هزهزتها" إلى الأمام ثم إلى الخلف مراراً وتكراراً، إلى أن يتهيأ لها من أمرها رشد، فتنطلق بحفظ الله ورعايته، هكذا قلت أو شيئاً شبيهاً بـ"هكذا"… وبالفعل نجحت الهزهزة، وأرسلنا الحكومة وقتذاك في رحلة ترفيهية مع الأستاذ "مقيط"* لتتفرج على "رَحل أم قشعم".
واليوم، نحن في مرحلة "الهزهزة" أيضاً، وإن كانت رمال النفود هذه المرة أكثر تعقيداً وصعوبة، لكن الهزهزة دواء ناجع لا مثيل له.
وندخل "الدواوين" وليس للناس إلا سؤال من شقين: "وماذا بعد؟"، "لماذا انطفأت جذوة الحراك؟"، وأجيب السائل، بعد التأكيد سبع مرات إحداهن باليمين الغليظة، أنني لست عراب الحراك ولا بائعه ولا شاريه، ولا عراب لهذا الحراك إلا "أنتم"، وسأطرح رأيي وقراءتي على الأرض أمامكم، فخذوا منه ما أردتم وأعيدوا الباقي إلي… إجابة "ماذا بعد؟ ولماذا انطفأت الجذوة؟" هي التالي: أعتقد أن انتظار حكم المحكمة الدستورية ساهم في الهدوء، أو قل "الكمون" الذي ترونه، إضافة إلى أنني من مؤيدي انتظار كوارث السلطة وبرلمانها، مع الحفاظ على استمرار المسيرات كنوع من "الهزهزة"، وانتظار ارتفاع درجات الغضب الشعبي ووصولها إلى الذروة، ثم الانطلاقة الكبرى.
باختصار، يجب تطبيق خطة الصحابي البطل خالد بن الوليد في حروبه ومعاركه "أناة القط ووثبة الأسد". مع الأخذ بعين الاعتبار رهان السلطة على الطقس، لذا يجب ألا يتأخر الأسد في وثبته وألا يغفل وينام.
***
مقيط: ابحثوا في غوغل يرحمني ويرحمكم الله عن معنى المثل القائل "مهف مقيط ورشاه".