والمستغفَلة او المستغفَلون ــ بفتح الفاء ــ هم المجموعة من الناس الذين تتم مخاطبتهم او الكتابة اليهم بمعلومات مغلوطة، ومنافية للواقع ويتم تصديق من يخاطبهم!
وكما ذكرنا في المقال السابق عن وجود ناس مسترزقة، اليوم سنتحدث عن وجود مجموعة من الناس تصدق ما تسمع من دون تثبت، وتؤمن بما يقال لها من دون تمحيص. فمثلا بالامس تحدث نائب الى إحدى الصحف الالكترونية بأن رئيس الوزراء افتتح معرض الكتاب الاسلامي، وهو تابع لجمعية ارهابية! وان وزير العدل في حكومته داعم للارهاب! وغالب اهل الكويت يدركون جيدا ان جمعية الاصلاح بريئة من تهم الارهاب، والحق ما شهد به الاعداء، فهذه وزارة الخزانة الاميركية تعجز عن ان تجد ممسكا واحدا على جمعية الاصلاح اثناء زيارة وفدها للكويت للتحقيق في مصارف العمل الخيري، واكثر من مرة صرحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتزام جمعية الاصلاح ولجانها الخيرية التابعة لها بضوابط الوزارة في عملها، اما وزير الاوقاف، وزير العدل فيكفيه بيان مجلس الوزراء، الذي برأه من الارهاب، واثنى على عمله التطوعي الانساني الذي حرم الله الليبراليين وكثير من العلمانيين منه، ولم يجعل لهم فيه نصيباً! وما دام الامر كذلك اذاً ما المقصود من تصريح هذا النائب؟! البحث عن الناس المستغفَلة كي تُمرر عليهم المعلومات المغلوطة ليصدقوها!
والامثلة كثيرة في هذا الباب، ويستخدم هذا الاسلوب من لا حجة له تؤيد حديثه، ومن لا سبيل له لمواجهة خصومه السياسيين، فيبدأ باختلاق الاحداث وتشويه سيرتهم، بعد ان عجز عن مواجهة الحجة بالحجة! وآخر من نهج هذا المنهج شيخ معمم ظهر بالامس في احدى القنوات التلفزيونية، ليقول ان الاخوان المسلمين في الكويت ــ وهو هنا يقصد الحركة الدستورية الاسلامية ـــ هم وراء الربيع العربي الذي ارادوا ان يجتاح منطقة الخليج، لينقلبوا على الحكم! ولم يكتف بذلك، بل طالب حكومة الكويت بان تسلك مسلك السعودية والامارات في اعتبارهم جماعة ارهابية! ولن نطيل بالرد عليه، نذكره فقط بان من فجر المنشآت النفطية، وقتل الابرياء في المقاهي الشعبية، وارسل الجواسيس إلى الكويت يعيثون فيها فسادا، اولى بان ينعت بالارهاب!
***
قضيت أخيراً عدة اسابيع في الولايات المتحدة لزيارة ابنتي التي تدرس مع زوجها هناك، وسنحت لي الفرصة لزيارة بعض المرضى الكويتيين، واستمعت الى شكواهم المرة من المكتب الصحي هناك، بسبب صعوبة التواصل معه! فنظراً إلى بعد المسافات يعتبر الاتصال التلفوني اسهل الطرق واسرعها، ولكن نظام البدالة هناك هو المشكلة التي تسبب المعاناة! وكم كنت اتمنى من الاخ مسؤول المكتب، الذي حاولت الاتصال شخصيا به عدة مرات من دون جدوى، ان يجعل المسؤولين في المكتب هم الذين يتابعون المرضى من دون الحاجة الى ان يتصل المريض بنفسه، كما ان مسألة انتظار اعتماد التقارير من لجنة العلاج بالكويت يسبب فوات مصالح كثيرة للمرضى، ويعمق المعاناة! اما تأخر المخصصات فحدث ولا حرج، وهم يعلمون جيدا ان المراكز الصحية هنا لا تتساهل في الامور المالية، لذلك كانت معاناة مرضى اميركا مركبة، ولا حول ولا قوة الا بالله!