سامي النصف

المشهد الكويتي

في الكويت، تعلن القيادة السياسية قبولها المسبق لأحكام السلطة القضائية حال رفضها لمرسوم الصوت الواحد المعمول به في جميع الديموقراطيات الأخرى، وكذلك قبولها المسبق لقرار السلطة التشريعية القادمة، بل والتعهد ببقاء مجلسها القادم لأربع سنوات حتى لو رفض وأسقط ذلك المرسوم في وقت تعلن فيه القيادة السياسية لإحدى الدول العربية إقالتها للنائب العام الذي هو جزء من السلطة القضائية ورفضها المسبق لأي طعن فيما أصدرته وتصدره من قرارات.. أي من القيادات والخيارات تريد لأبنائك وأجيالك المقبلة؟ وهل بقيت بعد ذلك حجة للمقاطعة والخروج للشوارع والميادين؟!

***

قبل ذلك، أعلن المتجمهرون هذه الأيام والمطالبون بالحكومة الشعبية لدينا أن تجمهر القوى السياسية في الشوارع والساحات بمملكة البحرين الشقيقة والمطالبات هناك بالحكومة الشعبية، هو انقلاب على الشرعية ودعوة للفوضى والولاء لغير الأوطان ودلالة على الرضوخ للقوى الخارجية، فكيف بالله يمكن التوفيق بين القولين وتحليل هنا ما حرم هناك والاستهزاء بمن يدعو لطاعة أولي الأمر، رغم أن تلك دعوة ربانية أتت ضمن الآيات القرآنية، وهل بقيت بعد ذلك حجة للمقاطعة والخروج للشوارع والميادين؟!

***

آخر محطة: أن يدعو أحد لمقاطعة الانتخابات فهذا أمر يمكن قبوله، وإن كان ينسف رغبة وجهود الآباء المؤسسين ممن لم يخلقوا الدستور الا للتفاعل الإيجابي معه والاحتكام لصناديق الاقتراع فيما يختلف فيه، أما ما لا يمكن قبوله فهو الدعوة لمقاطعة صلاة الجمعة في المساجد، فهل قدمت السياسة ومصالحها على الدين وأحكامه؟!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *