ضمن المجتمع الديموقراطي المثالي الذي نطمح إليه أنه لا ضرر من التباين في الآراء بل هو أمر واجب حتى لا يسود الرأي الواحد في المجتمع، ما ليس مقبولا هو ان يتحول التباين إلى صراخ يصم الآذان ويمنع العقل من التفكير السليم، أو في المقابل البعد عن الحقيقة كوسيلة لكسب القضايا وتأجيج المشاعر وهو انتصار لو تم، فالهزيمة أفضل منه.
تتكرر بين حين وآخر دعاوى ان مجلس 38 طالب بالانضمام للعراق، ويستشهد البعض بكتاب المرحوم خالد العدساني «نصف عام من العمل النيابي»، وقد قلنا في السابق ان هذا القول ينافي الحقيقة حيث لم يأت في مذكرات العدساني كما ان فيه صك تبرئة لصدام في غزوه للكويت، إضافة إلى انه يحرث الأرض لمطالب ضم قادمة مادمنا نقر بتلك الدعاوى المضللة، نشر الزميل والباحث باسم اللوغاني في عدد «الجريدة» الصادر أمس رسائل المقيم البريطاني في الكويت لوزير خارجيته والتي تنفي مطالبة المجلس التشريعي بالانضمام للعراق، لذا نرجو ان نتوقف عن جدع انفنا للإضرار بزوجنا فذلك غباء مطلق.
صرح عدة نواب أفاضل بأن هناك فرعيات جرت قبل ايام في انتخابات مكتب الأمانة العامة لأحد التجمعات السياسية، ويعلم هؤلاء النواب المختصون ان «الفرعيات» أو «التشاوريات» الممنوعة هي الانتخابات التي تجري قبل الانتخابات العامة وتقوم على معطى «فئوي» أو «طائفي»، وواضح ان الانتخابات أو التزكية المشار إليها في تصريحاتهم لم تجر كتصفيات لانتخابات مجلس الأمة ولم تقم على معطى طائفي أو فئوي بدلالة ان من تم اختيارهم يمثلون كل شرائح الطيف الكويتي من قبائل وحضر وسنة وشيعة، مرة أخرى القانون لا يمنع التصفيات السياسية المعمول بها في جميع الديموقراطيات الأخرى بل يمنع الفرعيات التي تقوم على المعطى الطائفي او الفئوي التي تضرب الوحدة الوطنية والتي لا يسمح بمثلها في دول العالم الأخرى.
وأمر مستغرب ان يكتب من يدعي المظلومية، مقالا مليئاً بالظلم يتهم فيه عشرات الشخصيات الكويتية المجتمعة في احدى الديوانيات بدعم محمد جويهل، وانهم من وقف خلف الحملة على تأبين عماد مغنية، هل هناك دليل واحد لا اكثر على تلك الاتهامات التي لم يقل بها احد من قبل؟! وهل يمكن بعد ذلك تصديق الدعاوى التي يطلقها صاحبها عندما يتهم الآخرين بتهم زائفة أخرى تقودهم للشكوى عليه في المحاكم دفاعا عن أنفسهم؟!
زميل عزيز يملك المعرفة والحكمة كتب بالأمس ان هناك من يسيء لعائلات الزلزلة وعاشور وجوهر، لذا نعلن اننا اول الشاهرين أقلامهم للدفاع عن تلك العائلة الكويتية الكريمة اذا ما ثبتت التهمة وان هناك من جرح أو قدح بها، وفي المقابل نرجو ان يقف الزميل معنا تجاه من باتوا يستقصدون الناس على هوياتهم وأسمائهم لا على أفعالهم، لما في ذلك من ظلم وضرب للوحدة الوطنية وخلق شقاق في المجتمع الكويتي.
سعدنا بما قاله احد النواب بحق الآباء المؤسسين للجنة الشعبية لجمع التبرعات وبثنائه المستحق عليهم كونهم كانوا السباقين لرفع اسم الكويت بالتبرعات التي كانت تجمعها اللجنة، لا نعترض على الرقابة المحاسبية على عملها وان كنا نود ان نذكر بفارق أساسي بينها وبين الجمعيات الخيرية الأخرى التي ينحصر عملها في جمع الأموال من الآخرين، أموال اللجنة الشعبية في الأغلب اذا لم نقل 90% هي من أموال القائمين عليها والذين كانت أسماؤهم تتصدر لائحة المتبرعين لذا فرقابتهم هي منهم على أموال هي في الأغلب من تبرعاتهم.
آخر محطة:
ذكرنا في مقال سابق ان عام 2010 هو عام شؤم على الليبراليين وأصحاب الفكر التنويري بعد رحيل العابدي والبغدادي وابوزيد والقصيبي وقلنا مازال في العام بقية، هذه الأيام فقدنا الزميل الليبرالي محمد مساعد الصالح ثم فقدنا بعده الميت الحي طارق حجي المفكر المصري الذي أثنى عليه الزميل أحمد الصراف فوصله ووصل زملاء واصدقاء آخرين منه سباب وشتائم أخرى غير مبررة، رحم الله (المفكر السابق) طارق حجي، وما زال في العام بقية!