داعش ليست وليدة اليوم، بل تمتد جذورها لقرون سحيقة، فداعش وفكرها التكفيري المنحرف وفهمها الخطأ للدين ورسالة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، هي من قامت باغتيال الخلفاء وآخرهم الإمام الزاهد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهي من نحر رجالها عنق صحابي جليل وهو صائم وبقروا بطن زوجته الحامل ثم اختلفوا على حرمة قتل البعوضة!
***
وداعش هي الخوارج الذين تفرغوا عبر تاريخهم الطويل لمحاربة جيوش المسلمين بقوة وعنف وإشغالها ومنعها من نشر الإسلام، ولم يعرف عنهم قط انهم استباحوا غير دم المسلم أو غزوا ديارا غير ديار الإسلام، ومما يذكره التاريخ عنهم ونشهده قائماً هذه الأيام حبهم الشديد لسبي النساء المسلمات وغير المسلمات، فجميعهن بنظرهم كافرات يستحققن الاستعباد والاستمتاع بهن ثم بيعهن فيما بينهم حتى تزايدوا ذات مرة على امرأة جميلة وغالوا في ثمنها فقام أحدهم بقتلها بالسيف قائلا: «كادت الفتنة تقع بيننا بسبب تلك الفاجرة»!
***
وداعش في عصرنا الحديث هي تنظيم القاعدة وأعماله الإرهابية ضد المسلمين في الخليج والمنطقة العربية وأفريقيا وإندونيسيا، وداعش هي كذلك منظمة الزرقاوي وهي فرق الموت العراقية وقوى صدام البعثية، فجميع هؤلاء ممن قاموا بسفك الدماء وقتل الأبرياء هم دواعش وإن تخفوا أو تسموا بمسميات مختلفة فمنبعهم الدموي واحد.
***
التغيير المطلوب هو التغيير لـ«الأفضل» لذا فعلى من يشتكي من أحوال دولنا الإسلامية أن يرى ما عليه الحال في دولة داعش وعاصمتها الرقة السورية، حيث يوجد على اليوتيوب شريط سجلته سيدة سورية لما يحدث هناك حيث الرعب والخوف والإعدامات اليومية دون أسباب أو محاكمات والوضع المعيشي الكارثي، حيث يصطف السكان للحصول على وجبة واحدة هي شوربة العدس دون تعليم أو صحة أو عمل فيما هو شبيه بأوضاع كمبوديا إبان الحكم الإبادي لبول بوت، كما يتم تجنيد الأطفال من 12 ـ 17 عاما، وتحريضهم على أهلهم في وضع مشابه لما يقوم به «جيش الرب» الاجرامي في أوغندا وجنوب السودان.
***
آخر محطة: حيث تمر مركبات داعش ورجالها لا ينبت العشب كما هو الحال مع أسوأ الأنظمة الإبادية في التاريخ، بل تتحول المروج الخضراء إلى صحار صفراء تغطيها الدماء الحمراء، وتتشح النساء الأرامل والثكالى بالملابس السوداء، فهل يعتقد أحد بحق أن هذه هي «الدولة القدوة» للإسلام؟!