تجمعني مع سيد وليد سيد طبطبائي علاقة أخوة وزمالة منذ تسعينات القرن الماضي، عرفت فيها السيد عن قرب، عرفت عنه الشجاعة في قول الحق من دون اعتبار للمحاذير التي نراعيها نحن رجال التيارات والاحزاب، وعرفت عنه الاعتداد بالرأي، لذلك يصعب انقياده للآخر، وهذا يجعل التنسيقَ معه في العمل السياسي صعباً جدّاً، خصوصاً إذا كان الأمر مرتبطاً بأمر بمعروف أو نهي عن منكر!
واليوم يأتي مجلس الأمة بعد مرحلة صعبة وقاسية، مر بها المجتمع الكويتي، أنتجت نظام «الصوت الواحد»، وبروز رموز سياسية واجتماعية جديدة على الساحة، ساهم بعضها ـــ مع سبق الإصرار والترصّد ـــ في سرقة البلد وتشويه منظومته الاجتماعية والسياسية!
مرحلة ما بعد «الربيع العربي» التي ـــ أيضاً ـــ أوجدت واقعاً عربياً ودولياً مزرياً للأمة، توّج مؤخراً بوصول ترامب إلى البيت الأبيض!
اليوم ـــ أعتقد ـــ نحن في حاجة الى حركة سريعة لاعادة الامور الى نصابها، خصوصاً بعد وصول مجموعة من المشرعين الى مجلس الامة، نظن لديهم قدرات وإمكانيات تؤهلهم الى اصلاح ما أفسدته المرحلة الماضية! ولذلك، طالبت في مقالات سابقة بالاستفادة من تجاربنا وتشكيل كتل تتفق على أولويات تكاد تجمع عليها الغالبية كإعادة الجناسي وتقييد فرض الرسوم وتعديل قانون المسيء وغيرها من القوانين المقيدة للحرية، ولعلمنا بطبيعة تفكير الحكومة وسرعة استفزازها وسيطرة روح العناد لديها، طالبنا بتطبيق المثل العامي «خل أقشر ما عندك آخر ما عندك!»، وذلك بتأجيل الاستجوابات التي تشل البلد الى مرحلة لاحقة، كي نعطي للأولويات فرصة الإنجاز، لترى النور، ونحقّق للناس شيئاً مما وعدناهم به! هذه كل الحكاية..!
لذلك، عندما بادر السيد باستجوابه وزير الاعلام قلت إنه استجواب مستحق، ولو انني كنت أتمنى تأجيل المساءلة الى ما بعد الانجاز، ولم أعترض إلا على التوقيت، وليس في ذلك ما يعيب!
لكنني فوجئت، كما فوجئ غيري بإعلان السيد عن انضمامه الى النائب المطير في استجواب رئيس الوزراء في الوقت الذي لم يصعد وزير الاعلام بعد الى المنصة! هنا طالبت بأسلوب الميانة الأخوية بتقليل الاندفاع، لاعتقادي بأن الحكومة لا تحتمل هذا التصعيد المتواصل بينما الشعب ينتظر الإنجاز من نوابه!
يظل السيد أخاً عزيزاً، ولن انسى له موقفه مني عندما كتب مقاله «الفارس الذي ترجل» بعد انتخابات 2003، ولن يفلح الخصوم في زعزعة هذه العلاقة!
• المناقصات
كلما تطرّق خصومي السياسيون الى انتقادي، ذكروا موضوع المناقصات التي أخذتها، وكنت أتمنى دائماً أن يذكر أحدهم مناقصة واحدة أخذتها من الدولة بغير وجه حق، أو فيها تجاوز بأي شكل من الأشكال للقوانين، ولكن لم يجرؤ أحدهم على توضيح أين هو هذا التجاوز؟! ولعلهم اتَّعظوا مما ذكرته إحداهن عندما تجرّأت، وذكرت مناقصة لي في وزارة الدفاع، تبين بعد ذلك مدى تلفيقها الخبر، ما كاد يحرمها من حق الترشح للانتخابات! واليوم، أقول لكل من يكرر موضوع المناقصات إنني أتحدى ان يذكر أحدهم مناقصة واحدة لي أخذتها بغير وجه حق، شريطة ألا يختفي خلف أسماء وهمية، حتى نتأكد من جديته وانه غير مرسل من آخرين يتسترون خلفه!
«لا تبوق.. لا تخاف».