• خلال السنوات الأربع الماضية، تمت شيطنة التيار الإسلامي الوسطي، وتشويه صورته في جميع وسائل الإعلام الرسمية والشعبية، وأصبحت مقولة «اللي يحب النبي يضرب» منطبقة على واقع الحال، فكل من أراد ان يتقرب الى الحكومة فما عليه الا شتم الاخوان المسلمين والافتراء على الجماعات الاسلامية التي تعرض الاسلام بشكل وسطي وباعتدال، لا تطرف فيه ولا تنطع! ومع هذا كانت الشعوب في الدول العربية والخليجية بالذات تدرك جيداً حقيقة هذه الجماعات، وحجم الظلم الذي وقع عليها، ولذلك تجد معظم الحكومات في هذه الدول تخشى الانتخابات الحرة لادراكها ان حملتها الشعواء ضد التيار الاسلامي لم تنطل على الشعوب المدركة لواقعها جيداً!
في الكويت، تمت الانتخابات وسط هذا الزخم الاعلامي لخصوم التيار الاسلامي، ومع هذا نجح الاسلاميون الوسطيون مع أول انتخابات يشاركون فيها منذ مقاطعتهم السابقة لنظام الصوت الواحد! وبالمقابل، سقط معظم خصومهم السياسيين، وان نجحت رموز اخرى لا تقل عنهم عدائية!
• التجمع السلفي لم ينجح منه أحد، ويحمّل شبابهم مشايخهم مسؤولية هذا السقوط بسبب مواقفهم غير المقبولة في دعم بعض رموز الفساد في المجلس السابق، وانكفائهم في احضان الحكومة من أجل محاربة الاخوان وحصولهم على مكاسب وظيفية لا تستحق كل هذا الانزلاق!
• استمعت الى كلمة لاحد نواب الشيعة قبل الانتخابات بيوم، وهو يحمل فيها على احدى الدول الخليجية الشقيقة، ويقول عن خصوم أحد النواب المطاردين «سنسعى لنخمد أنفاسهم، وسنكون شوكة في حلوقهم»، كل هذا من أجل عيون نائب هارب عليه حكم بالسجن ربع قرن!
اللي هذا أوله ينعاف تاليه، وأتمنى من نواب المجلس تعريفه بحجمه الحقيقي مع مراعاة ألا يشغلهم عن وظيفتهم الاصلية وهي التشريع والرقابة ومطاردة الهارب (!)
• إن رجع الشيخ محمد الخالد وزيرا للداخلية، فستكون هناك مواجهة مبكرة، حيث سيكون عنصر استفزاز لبعض من تعهدوا بمحاسبته على عمله في الفترة السابقة، وأتمنى من الوزير ان رجع ان يكون أكثر واقعية في تعامله مع هذا المجلس، فدوام الحال من المحال!
• أثبتت الانتخابات ان شراء الاصوات ليس بالضرورة وسيلة كافية للنجاح، فهاهم رموز راسخة في شراء الذمم سقطوا سقوطا ذريعاً ذكرني ببيتين شعر للمغفور له بإذن الله الشاعر الكبير مبارك الهيم:
أي من يدفع ملايين وسقط
وأي من ببلاش علّا للشموس
أشهد ان المنطقة فيها رجال
بارك الله في عزيزين النفوس
• ختاماً… الانتخابات بيّنت كم الغضب الشعبي على المجلس السابق، ولذلك أسقطت أكثر من نصف أعضائه، وأتمنى أن يعي النواب الرغبة الشعبية الملحة للإصلاح والتغيير!