(ينشر هذا المقال مع ظهور النتائج الأولية لانتخابات مجلس الامة)، وبهذه المناسبة أسطر بعض المشاعر التي ساورتني خلال الايام الاخيرة للحملة الانتخابية، التي لم تدم طويلاً هذا العام.
• مشاعر الغضب والزعل سيطرت على بعض العوائل بسبب «الصوت الواحد»، فالمرشحون هذا العام بجميع ألوان الطيف، وكل عضو في الاسرة الواحدة له علاقة بشكل او بآخر مع أحد المرشحين، والصوت واحد، لذلك لا بد من اختلاف الاختيار بين أفراد العائلة، ما يغضب رب الاسرة أو أحد أفرادها، وفي دائرة مثل الرميثية شاهدنا كيف يتنافس أخوان اثنان على نفس المقعد، وفي الدائرة الثالثة تنافس مرشحان ابنا عم على نفس الشريحة، ما أوجد الفرقة والشقاق بين العائلة الكبيرة، وهكذا جاءت بركات «الصوت الواحد»!
أتمنى ان تتلاشى هذه الاختلافات والتباين في المواقف بعد انتهاء الانتخابات وان نرجع أحباباً واخواناً في البيت الواحد، فالحدث انتهى والآن جاء وقت البناء والتلاحم الاسري.
• كانت الانتخابات الفرعية بين أبناء القبيلة الواحدة من عيوب الممارسة الديموقراطية لدينا، وكان الجميع يتمنون زوال هذه الظاهرة، اليوم وببركة الصوت الواحد، أصبحنا نعيش ظاهرة الانتخابات الفرعية بين الفخذ الواحد للقبيلة، بمعنى أن الانقسام ازداد بين أبناء الشريحة الواحدة، والتعصّب القبلي وصل الى مدى غير مسبوق!
أتمنى أن تكون أولى أولويات هذا المجلس هي تغيير «الصوت الواحد»!
• الديموقراطية بمفهومها العصري والاصطلاحي هي احترام رأي الاغلبية، ولذلك في كل دول العالم الذي يملك قواعد أكبر هو الذي يفوز، لكن مع «الصوت الواحد» تساوت الاغلبية مع الاقلية، بل احياناً كثيرة فان «الاقليات» هم الذين يصلون الى المجلس على حساب المرشحين الذين يمثلون القواعد الاكبر، فأصبحنا نشاهد مجالس وبرلمانات للأقليات، بينما «الاغلبيات» في الشارع!
أتمنى أن يهدينا الله تعالى الى نظام للتصويت نحقق فيه العدالة والانصاف للشرائح المختلفة!
• أتمنى وأتوقع ان تفوز المعارضة بعدد لا يقل عن خمسة عشر نائبا، ومعهم عشرة آخرون غير محسوبين على الحكومة، ولذلك أتوقع ان يكون هذا المجلس أفضل من سابقه، صحيح لا تملك المعارضة أغلبية، لكنها تملك الحجة البالغة والارادة الحازمة لإقناع البقية الباقية بالسير على خطاها، كما ان وجود نائب واحد صاحب حجة دامغة قادر على ان يوقف الفساد وعمليات الإفساد التي برزت في فترة المجلس الاخير، فالباطل جبان، والحق أبلج لجلج، كما يقولون! لذلك ان عجز المجلس عن ان يعمل الكثير في مجال التشريع فعلى الاقل سيعمل الاكثر في مجال الرقابة والمحاسبة وايقاف الانحدار الذي يعيشه البلد!
• ختاماً.. نتمنى ان نرى حكومة كفاءات لا ترضيات، ومعارضة عاقلة لا متطرفة وجامحة، وهذا ظننا وثقتنا بمن اخترنا وانتخبنا!
* * *
اللهم اغفر لعبدك عيد سعد الحتيته المطيري الذي قبضته اليك في لندن، اللهم انك تعلم انه كان نعم الاخ ونعم الصديق ونعم الجار ونعم العبد الصالح، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم آمين!