شيء غريب وعجيب أن يصعد سعر البنزبن ويحلق إلى عنان السماء في بلد يعوم على بحار من النفط، فلو قلنا إن البلاد الأخرى تغالي في سعره فربما كان لها العذر، كون ذلك المورد لا يتوافر فيها، فما بالنا نحن، الكويتيين، نجده يشتعل نارا تكوي جيوبنا المنهكة وأرضنا حبلى بالنفط والغاز وسائر الخيرات؟
الشعب الكويتي لم يترك تلك المناسبة تمر مرور الكرام حتى أصبحت محل سخريته ونكاته، فتجد مواقع التواصل الاجتماعي تزدان بالنكات الساخرة من ارتفاع سعر البنزين، هذا المحرك للحياة في العصر الحديث، فمنهم من صور شخصا يركب دراجة هوائية وكتب تعليقا: إن السير إلى العمل سيصبح بهذه الطريقة مستقبلا، ومنهم قارن بين سعره قديما وحديثا وتندر على الفرق بينهما، فكما يقول المثل «باب النجار مخلع» أو مكسر، فبدل أن يكون الباب لدينا «مسنع» في سعر البنزين نجده «مخلعا» ونحن منبع والوقود والبترول.
حتى أن أعضاء مجلسي الأمة والوزراء يشتكون من ارتفاع سعر البنزين، فما بالنا بالمواطن العادي الذي يواجه بالفعل ارتفاعا في سائر الأسعار والخدمات؟ والأمر لن يقتصر على ارتفاع سعر البنزين لأنه كسلعة وسيطة أو مساعدة ستدفع بارتفاع أسعار سلع أخرى، وهذا ما سيكون التخوف منه، فنرجو من القائمين على اتخاذ القرار مراجعة تلك القرارات، خصوصا إذا كانت تمس المواطن البسيط أو محدود الدخل.
ظنكم لكم ونيتي لي ورب البيت كريم.