من اطرف المشاهد التي رأيتها في حياتي كانت اثناء قيادتي سيارتي عائدا من العمل علي طريق الغزالي السريع.كان أمامي أحد باصات النقل العام وعلي زجاج نافذته الخلفية إعلان كبير لاحد أنواع الوقود النظيف يقول انه مفيد لماكينة السيارة ويمنع تلوث البيئة وفي نفس الوقت كان عادم هذا الباص يخرج اطنان من الدخان الأسود في الشارع.تصوروا المفارقة هذه الشركة أخذت آلاف الدنانير لعمل دعاية لوقود نظيف بينما باصاتها تلف الشوارع ملوثة للبيئة بسبب إستخدامها للوقود الرخيص المعادي للبيئة. هذه القصة تعطينا فكرة جيدة عن إنطباع الكويتيين عن النقل العام فقط باصات متهالكة تجوب الشوارع و(تبخر ) مستخدمي الطرق السريعة بدخانها الأسود. هذا المنظر مستحيل تجده خارج الكويت فاغلب دول العالم فطاع النقل العام فيها محترم ونظيف لذلك تجد كل طبقات واطياف المجتمع يستخدمونه.حتي انك لا تندهش حين تري رئيس الوزراء أو أحد كبار المسئولين جالس في مقعد مجاور لك في الباص.بل انه في حادثة شغلت الرأي العام قبل اسبوعين في بريطانيا هي أنه عندما لم يجد زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربن كرسي له في الباص او القطار لم يتواني عن جلوس القرفصاء علي الارض في أحد الزوايا وإنهمك في قراءة كتاب.هذا ما يحدث عندما تكون وسيلة النقل العام عندك نظيفة ومحترمة يقبل عليها الناس كلهم غنيهم وفقيرهم. وهناك فائدة أخري من النقل العام هي التخفيف من توتر أفراد الشعب الكويتي الذي اكاد اجزم أن نصف امراضه النفسية والجسدية هي في مشوار الذهاب والإياب للعمل.زحمة خانقة وسواق متهورين وشوارع تشبه بعضها ثوب الفقير (مرقعة من كل صوب). لذلك هو نداء نوجهه لإدارة شركة النقل العام الحكومية وللشركة الأخري بالتفكير جديا في طرق ووسائل لجذب المواطن والمقيم لإستخدام باصات النقل العام وهو امر ليس مستحيل ولتكن التسعيرة اغلي من الباصات العادية وتوفر فيها النظافة ووسائل الراحة وتوجد في محطات إنتظارها إستراحة جميلة ويجاورها مواقف لعشرات السيارات للمواطن الذي يرغب في إيقاف سيارته وركوب الباص.فلتكن التسعيرة مثلا دينار أو دينارين صدقوني ستجد إقبالا كبيرا.لماذا ادفع 60 دينار للبنزين كل شهر وأنا لدي وسيلة نقل محترمة ونظيفة بعشرين دينار كل شهر؟. نقطة أخيرة : للفاضل جاسم بودي مالك شركة سيتي باص بصمات كبيرة ومميزة في القطاع الخاص الكويتي ونتمني أن يبادر بإعطاء توجيهاته لشركة النقل العام التي يملكها للتفكير جديا في فتح خطوط سير ذات سعر مناسب ومتوسط وتعمل عليها باصات واسعة كبيرة ونظيفة.لإغراء قطاع كبير من المواطنين والوافدين لإستخدام النقل العام.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً