إذا سألت طفلا كويتيا صغيرا عن الأفكار الرجعية وما تمثله من أذى وخطر على الأوطان بل العالم بأثره، فإنه سيجيبك بأن هذا الفكر خطير فعلا ويمثل كارثة على العالم ككل، نعم ستسمع هذه الإجابات من الأطفال الصغار والشباب والكبار ممن لديهم رؤى تطورية لمستقبل وطنهم.
ولكن إذا سمعت أن برلمانياً يريد استنساخ الفكر الرجعي إلى دولتنا الغالية فماذا ستقول له: لماذا نفتح المدارس والمعاهد؟ ولماذا ننشر العلم؟ ولماذا نعمل لنشر الثقافة طالما نحن لا نريد أن نتقدم قيد أنملة إلى الأمام؟! وما لنا نتعثر في فكر تراثي لا يمتّ إلى دين ولا إلى خلق بصلة؟! إنه فهم أهوج مجنون مغيب ومغرض.
لقد فوجئت عندما سمعت أن أحد النواب السلفيين يريد أن يرجع عقوبة الجلد إلى الكويت، الكويت التي تريد أن تنطلق لتلحق بركب التقدم العلمي والتكنولوجي والسياسي والاجتماعي، لتصبح مركزا ماليا ما زال فيها هذا التفكير؟! ومن هذا المفكر؟! ورب البيت إنه ممثل الشعب الكويتي، ويريد جلد ظهره، وكيف بالله يكون ممثلا عن الشعب وجلاده في الوقت نفسه؟
إنه يريد أن يفتح الباب لتلك العقوبات البدنية التي انتهت تقريبا من كل البلاد على مستوى العالم إلا من يدور في فلك ذلك النائب الجلاد، أما يكفينا ما حاق بديننا من فكر رجعي حتى يأتي هذا الجلاد ليكمل المنظومة؟ إن العملية الديمقراطية تترك لكل الأصوات أن تتحدث، لكن من المستحيل أن تقبل تلك الأفكار السوداوية التي يحملها من يمثل الشعب، فلطالما حلمت بنواب يتمتعون بقدر من الحب والإنسانية.
لقد كانت تلك العقوبات في زمن غير الزمن الذي نعيشه، فليس هكذا يطبق عصر السلف، لكن فهم بعض الكتب التي لا تمتّ إلى صحيح الإسلام بصلة تجعله يقول مثل هذا الكلام، وليس غريبا أن يطلب منا أن نذهب لنعيش في كابول.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل المتكلفين منا.
ظنكم لكم وحسن نيتي لي ورب البيت كريم.