هناك لعبة جميلة ومفيدة جدا تعلمتها من والدي، حفظه الله ورعاه، حين كنت أشاهده يلعبها مع أبنائي وسأكتبها لكم لتمارسوها مع أبنائكم، واللعبة بسيطة جدا فقد كان يمسك يد أحدهم ويهزها ويسأله «تعرفه، تعرفه، تعرفه» ويرددها أكثر من مره ومن ثم يسأله عن أي عضو في جسمه أو أي شيء من محتويات الغرفة التي يكونون بها.
من فوائد تلك اللعبة البسيطة والسهلة تنشيط ذاكرة الطفل لما يكون حوله وتعويده على سرعة التعلم والرد وحتما ستزيد من التقرب للأطفال الذين يحتاجون لأن نكون معهم في ظل وجود منغصات الحياة اليومية التي أبعدتنا عنهم.
تلك اللعبة الجميلة يجب على الجميع أن يمارسها الآن مع الكبار قبل الصغار دون أن نمسك بأيادي بعضنا ونكتفي بترديد كلمة «تعرفونه»، فهل تعرفون من يقترض من البنوك ليشتري سيارة فارهة ليكون شخصية مهمة أو ليسافر لأوروبا للتصييف؟
هل «تعرفونها» من تشتري ساعة وحذاء ماركة لتفخر بهما على من حولها وتتسلف من أجل السفر لعمل عملية تجميل لأنفها ونفخ براطمها؟ وهل «تعرفونهم» من يذهبون باستمرار يوميا للمطاعم الفاخرة لتناول وجبة عشاء ويصورون فاتورة العشاء من أجل أن يقال عنهم أن لديهم فلوسا؟
وهل «تعرفون» من ينتقد رفع الإيجارات وهو يرفع الإيجار على من يسكن في منزله، ومن ينتظر المطر ويزعج سكان منطقته بالاستعراض بسيارته، ومن يطالب بالرحمة نحو المساكين من العمالة الأجنبية وهو من باعهم الإقامة، ومن يتكلم بالمثالية وهو آخر شخص يفكر بتطبيقها؟
وهل تعرفون من يتهم الآخرين بالعبث بجيوب المواطنين البسطاء وهو من عبث بهم ورفع عليهم قضايا بسبب فاتورة لا تتجاوز الثلاثين دينارا فقط؟ ولكل شخص كويتي أتمنى ألا يهز يد صديقه ليختبر معرفته ولكن ليهز نفسه فإن عرف من ذكرتهم فلينتقدهم وإذا لم يعرفهم فعليه أن يجد من يهزه هزا مبرحا لعله يحس به.
أدام الله من كان منصفا مع متطلبات بلده ولا دام من يعتبر بلده مجرد ماكينة صرف مالية.