في استفتاء موجه للكويتيين، كتبته في حسابي بـ”تويتر”، كان السؤال كالآتي: أي الاجتماعات أخطر على المواطن الكويتي؟ وكانت الخيارات أربعة؛ اجتماعات جامعة الدول العربية، اجتماعات دول مجلس التعاون الخليجي، اجتماعات البرلمان، اجتماعات مجلس الوزراء.
عن نفسي كنت سأرتبها بهذا الشكل: اجتماعات مجلس الوزراء، فاجتماعات مجلس التعاون، فجامعة الدول العربية، ثم البرلمان، ليقيني بأن البرلمان مجرد أداة صغيرة في خزانة الحكومة، لكن اختيارات الناس كانت مختلفة، إلا في المركز الأول، اجتماعات مجلس الوزراء.
وجاءت نتيجة التصويت لتكشف لي بوضوح مدى خشية الكويتيين من حكومتهم، وبفارق كبير عن خشيتهم من غيرها، إذ قرر 65 في المئة من المصوتين، الذين تجاوزا ثلاثة آلاف وثمانمئة مغرد، اعتبار الحكومة هي الأخطر على المواطن الكويتي، وجاء البرلمان في المركز الثاني بـ27 في المئة، وحلت جامعة الدول العربية في المركز الثالث بنسبة ضئيلة، إذ يعتقد 5 في المئة أنها الأخطر، بينما جاءت اجتماعات دول مجلس التعاون في المركز الأخير من حيث الخطورة علينا، بنسبة 3 في المئة.
وأزعم أن الحكومة (الواجهة التجارية للسلطة الحقيقية المختبئة خلف الكواليس) تعلم أن الشعب لا يحبها ولا يدعمها، بل يخشاها، ويراها عدوه الأول، وأظنها سعيدة بالظهور بهذا المظهر المرعب. فالخائفون دائماً تجدهم الأكثر بطشاً بأسرهم الصغيرة وأقربائهم… ثم ماذا تفعل الحكومة بمشاعر الحب التي سيمنحها إياها الشعب؟ فلا هو الذي اختارها، ولا هو الذي بيده أمرها، ولسان حالها يقول للشعب: بالطقاق المبين.
ويا عيني على من يعتقد، من الشعب، أن الحكومة تحرص على مشاعره، ويا عيني على من يدير أغنية نجاة الصغيرة “عيون القلب” تحت شباك الحكومة وهي نائمة، ويا عيني على من يتساءل كلما شاهد خللاً في الدولة: “أين الحكومة والبرلمان من هذا؟”. والإجابة: الحكومة هي مخرج هذا الخلل، وهي الكاتب والسيناريست ومهندس الإضاءة والصوت… والبرلمان هو الممثل.