من الظواهر الإنسانية السلبية سلوكيا ظاهرة العناد والمكابرة، وهو سلوك يدفع من يختاره إلى تخليه عن قيم الحوار واستيعاب الرأي الآخر وتقديره، لذا فهو حين يستمع الى رأي غيره لا يكون رائده فهم وجهة نظر الآخر والاقتناع بها بقدر ما يكون الهدف البحث عن أي حجة للرد على رأي الآخر دون السعي الى الاقتناع أو الاقناع بقدر المجادلة تملصا من الأخذ بهذا الرأي، وهذه ظاهرة تنتشر بالمجتمعات التي لم تترب على قيم الحوار واحترام الرأي الآخر وتعيش الشخصانية في السلوك تلقيا وتواصلا، فهو متلقيا اعتاد على أخذ الأوامر وتنفيذ التوجيهات حتى التي لا تكون مقنعة أو منطقية، ومن جهته فهو يرغب في أن تنفذ وجهة نظره دون نقاش، ولذا يرى أن وضع الناس أمام الأمر الواقع هو الوسيلة، وهو لا يدرك أنه ينفر الآخرين من حوله. متابعة قراءة سلوك العناد والمكابرة
الشهر: يوليو 2016 
الأمانة والمواطنة
لو قام وزير التعليم في أي دولة عربية بإجراء استقصاء سري لمعرفة آراء طلبة المدارس عما تعنيه لهم الشهادة الدراسية، أو ما هو تعريفهم للأخلاق، وما هو النجاح في الحياة بالنسبة اليهم؟
في الغالب سيصدم الوزير من الإجابات حتما. فقد أدرك أغلب طلبة مدارس دولنا مبكرا أنهم لا يدرسون من أجل المعرفة، بل لأنه مطلوب منهم الحصول على شهادة ما، وليس مهما كيف! وبالتالي لبعضهم الغش مقبول، والواسطة تنتظرهم، والمحاباة ستقوم بالباقي، وليس في كل هذه الأمور ما يعيب، أو يجعلهم يشعرون بالخجل، طالما أنهم يرون كيف تمنح الوظيفة لمن لا يستحق، وكيف يترقى الفاشل ويبقى المجتهد في مكانه، ويعاقب الأمين ويكرم السارق علنا، وهذا يحدث في غالبية دولنا، لكي لا نقول كلها. متابعة قراءة الأمانة والمواطنة
قبل خمسين وبعد خمسين.. سنة!!
قبل أكثر من خمسين عاما، كنت صبيا في السادسة عشرة من عمري، وأصعد إلى السطح لأضع سلما يستند إلى عمود «الأريل» الخاص بالتلفزيون الأسود والأبيض حتى أضع «مشخالا» اشترته الوالده من سوق الصفافير؛ لاستخدامه في «شخل» وتصفية الرز البشاور من الماء، لكننا- في ذلك الزمن البعيد – وجدنا له استخداما آخر عبر وضعه فوق «أريل» التلفزيون العادي؛ من أجل التقاط بث محطة «عبادان» التلفزيونية – يومي الخميس والجمعة- وإذا كان الجو رطبا لمشاهدة البرامج الإيرانية التي تمتلئ بـ «الدق والرقص»؛ لأن تلفزيون الكويت لا يبث إلا أفلام الكابوي الأميركية، وأفلام الحرب السوفياتية، والرسوم المتحركة، وركن الأطفال، وآذان المغرب والعشاء فقط ..لا غير!! متابعة قراءة قبل خمسين وبعد خمسين.. سنة!!
زمن عبدالله السالم الاستقلال 10 جمال عبدالناصر
ما إن أعلنت الكويت استقلالها في 19 يونيو 1961 حتى توالت البرقيات من العديد من زعماء الدول في المنطقة وخارجها. وقد تطرقنا لبرقية رئيس الوزراء العراقي عبدالكريم قاسم التي وصلت في 21 يونيو، والتي كان فيها من التلميحات المبطنة الكثير، كما عرضنا كيف رد عليها الشيخ عبدالله السالم.
إلا أن تأخر وصول برقية بعينها أثار شيئاً من القلق. وصلت البرقية المنتظرة أخيراً بعد خمسة أيام، وكانت من جمال عبدالناصر، وتضمنت تأكيد الموقف الداعم لاستقلال الكويت مثل “في هذا اليوم الأغر الذي انبثق فيه فجر جديد في تاريخ الوطن العربي باستقلال الكويت وسيادتها، لا يسعني إلا أن أبادر بالإعراب عن ابتهاج شعب الجمهورية العربية المتحدة، وعظيم اغتباطنا لهذا الحدث التاريخي المجيد…”. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال 10 جمال عبدالناصر
سامي عبداللطيف النصف.. أرجوك!
وداعا صاحبة الجلالة.. كان هو المقال الأخير للأخ العزيز الكاتب الكبير سامي عبداللطيف النصف، والذي احزنني كثيرا، ولم استطع أن اتقبل رحيل حروفه ما جعلني اكتب هذا المقال.
للأمانة.. بوعبداللطيف هو ليس مجرد كاتب بقدر ما هو مفكر ومعلم ومحلل لخفايا الأحداث ودهاليزها الراهنة والمستقبلية، حتى اننا دائما ما نتعلم منه المنطق والحجة والقدرة على الإقناع، ناهيك عن احترامه للرأي الآخر، وتكييف فلسفة الديموقراطية الحقيقية التي نطمح اليها. متابعة قراءة سامي عبداللطيف النصف.. أرجوك!
دور الانعقاد الرابع وانتخابات 2017
أنعم الله على الإنسان بنعمة النسيان، ورغم هذه النعمة تترسخ في الذاكرة قضايا من غير الممكن تجاهلها او نسيانها على الأقل لمدة سنوات، خاصة اذا تعلقت هذه القضايا بأمور حياتية تتعلق بمستقبل وطن وأبنائنا وأحفادنا، وفي هذه القضايا صعب ان ينسى الإنسان.
انقضى دور الانعقاد الرابع للبرلمان وأسابيع قليلة تفصلنا عن الدور الانعقاد الخامس التكميلي، لتعيش الكويت بعدها عرسا ديموقراطيا محل فخر واعتزاز لجميع الكويتيين، الكمال لله وحده ولكن من المهم ان يؤدي عضو مجلس الأمة واجبه الوطني وما تعهد به امام أبناء دائرته ووطنه، لان يوم الحساب سيكون من خلال انتخابات نزيهة سرية يقول فيها المواطن رأيه في ممثله بالبرلمان بمطلق الحرية، مجلس الأمة في دور الانعقاد الرابع من الممكن ان يكون قد اخطأ، وهذه شيم من يعمل فلابد ان يخطأ، ونعم شاهدنا الأيام اللي طافت الخلافات الشديدة «الاكشن» في المجلس من قبل بعض النواب الذين يريدون يلفتون الانتباه وجذب الأضواء لغرض «الشو الإعلامي» والتكسب الانتخابي، ورأينا قاعة عبدالله السالم بعد أن تحولت إلى حلبة مصارعة إثر تبادل عدد من النواب رمي «العقل» و«النعل» باتجاه بعضهم البعض، لكن بشكل عام لا يمكن ان نتجاهل بعض الإنجازات التي تستحق ان ننظر إليها بتمعن وبعد نظر لانعكساتها الإيجابية على حاضر البلاد والمستقبل السياسي، وهناك اكيد نواب جهودهم واضحة بالمجلس واداؤهم كان جيدا. متابعة قراءة دور الانعقاد الرابع وانتخابات 2017
عبدالله حمد الرومي وحماية المال العام
مبلغ 200 مليون دولار تم تحويله الى خزينة الدولة واسترجاعه الى المال العام بجهود عبدالله حمد الرومي الفردية. وهو الوحيد – على ما أظن – من كبار رجالات القطاع النفطي الكويتي الذي كشف مباشرة، بعدما أسندت اليه رئاسة شركة ناقلات النفط الكويتية، عن وجود اختلاسات وسرقات وعمولات. وليبدأ مشواره الطويل وحيدا ليعيد المال العام الى اصحابه.
في الوقت نفسه كان عليه ادارة 37 ناقلة نفط من مختلف الأحجام وفي مختلف البحار، حاملة أكثر من 4 ملايين طن من النفط والمشتقات النفطية والغاز، بما يمثل حوالي %25 من اجمالي انتاج الكويت من النفط.
وبدأ أولى خطواته بزيارة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله وابلاغه بالأمر وبالمعلومات المتوافرة لديه، وكان رد سموه مباشرا وصريحا «تأكد من صحة معلوماتك وأوراقك وتوكل». متابعة قراءة عبدالله حمد الرومي وحماية المال العام
البحث في المكان الخطأ
نصف الأمة مشغول بالبحث عمن يقف خلف «داعش» ويموله، ويسلحه، والنصف الآخر سلم بنظرية المؤامرة، فأراح نفسه، وعقله. حتى المفكرون من وزن تركي الحمد قالوا إن من المهم أن نعرف من يقف وراء «داعش»، فهذا سيسهل القضاء عليه!
هذه حال الأغلبية، وفي الحالتين هم على خطأ، أو على الأقل لا يهم إن كانوا على صواب، فالمسألة لا تكمن في من يقف وراء «داعش»، ولا لكوننا، منذ اتفاقية سايكس بيكو، نتعرض للمؤامرة تلو الأخرى لتقطيع أوصالنا، بل المسألة اكثر بساطة. فـ «داعش» ليس نبتا شيطانيا، وليس حالة تاريخية منفردة، فقد سبقته حالات مماثلة كثيرة، اختفت لسبب او لآخر، ليأتي اليوم «داعش»، وليكمل التجربة، لأن الفكر الذي يقف وراءه، وليس الدولة، لا يزال حيا، ويدرس في مدارسنا.
فلو افترضنا أن إيران أو تركيا أو إسرائيل أو أميركا أو أي دولة أو مجموعة هي التي تقف وراء «داعش»، فهل سيخفف هذا من توحش «داعش» ويقلل من هجماته الانتحارية وتفجيراته الدموية؟.. لا طبعا. متابعة قراءة البحث في المكان الخطأ
انسداد السبل الإرهاب وغياب الإصلاح
الإرهاب الذي ضرب مؤخرا المملكة العربية السعودية وبصورة أكثر وحشية العراق بينما يهدد الكويت وغيرها هو نتاج عنف سابق وراهن يزداد زخما في قاع البلاد العربية، العنف الأعمى يختلف من مكان لآخر، لكنه تعبير عن سلسلة أمراض تنخر البلدان العربية. يجب أن ندين العنف ونقف ضده لأنه يدمر الحياة ويقتل البراءة، لكن ذلك لن يكفي، إذ لا بد من التعامل مع الأسباب العميقة التي تنتج العنف. إننا نعيش في إقليم يسبح على بحيرات من العنف والحزن والفقر والاستلاب.
عنفنا نتاج للعلاقات السلطوية التي تتفاعل في قلب مجتمعات تعاني من الاكتظاظ السكاني والتكاثر العددي المفتوح، في ظل غياب المؤسسات القادرة على التخطيط والاستيعاب. إن الاستئثار السياسي الرسمي (غياب المشاركة وفصل السلطات) المصحوب بالفقر والبطالة والإذلال وقلة العمل وانهيار الأحلام وضعف الحريات وانتشار الفساد في ظل ضيق الافق وضعف العقلانية الرسمية يسهم في العنف الذي يعيشه العالم العربي. العنف نتاج علاقات غير متكافئة في الإقليم تتضمن إخضاع الشباب للكبار والفقراء للأغنياء والمحكومين للحاكم الفرد والمرأة للرجل والسني للشيعي أو الشيعي للسني، والأسرة لسلطة الاب، وغير المتشدد للمتشدد دينيا، والمدني للعسكري، والضعيف للقوي، والمثقف والمبدع لوزارات الإعلام التي لغتها معظم دول العالم، والإنساني للأمني، والتعليم للحفظ وللأهواء. متابعة قراءة انسداد السبل الإرهاب وغياب الإصلاح
ربع عمر وربع علي
ديربي السُّنة والشيعة هو الأطول في التاريخ، والأشرس كذلك، وهو أطول من ديربي الكاثوليك والبروتستانت وأشرس، ومن الديربيات التي تجري في ملاعب الهند وإفريقيا، وأشرس منها كلها.
وكانت قمة المتعة في ديربي السُّنة والشيعة تجري على ملاعب بغداد، حيث يلعب المقاتلون السُّنة بقميص الدولة العثمانية، ويُطلق عليهم في العراق لقب “ربع عمر”، أي أتباع عمر رضي الله عنه، ويلعب المقاتلون الشيعة بقميص الدولة الصفوية، ويُطلق عليهم “ربع علي”، أي أتباع علي رضي الله عنه. متابعة قراءة ربع عمر وربع علي