لم نعش أنا والكثيرون حقبة مسح التاريخ العمراني الكويتي للأسف، وإلا لكان لنا موقف مما حدث من طمس لخبرات كويتية خالصة متراكمة رسمت وشكّلت بناء الكويت وتعاطيهم مع الإمكانات المحدودة وتحويل هذه البقعة الصحراوية الصغيرة إلى مدينة تضج بالحياة والعمل.
لم تكن تنقصنا الأراضي ولا السواحل حينها كي نهدم الكويت القديمة ونستبدلها بمبان جديدة، بل كان بالإمكان تشييد مدينة الكويت الجديدة بل مدن جديدة شمال المدينة القديمة أو جنوبها، لنتمكن وتتمكن الأجيال من معرفة تاريخ الكويت بشكل أكثر واقعية ولتبقى الهوية الكويتية لمرحلة ما قبل النفط راسخة في أذهاننا تذكرنا دائما بسبل الحياة، وتمكن من عاش تلك الحقبة من ملامسة ماضيهم حين يعتريهم الحنين والشوق لتك المرحلة، فكلنا نشتاق إلى مدارسنا ومنازلنا وأماكننا القديمة، وكثير منا يتمكن من استحضار ذكرياته بزيارة تلك المواقع إلا من عاش طفولته وصباه في مدينة الكويت القديمة، فهو لا يستطيع ذلك لأن الدولة باختصار دمرت كل ذكرياته وجعلته أسيرا لحنين لا يمكن له أن يشبعه برؤية مواقع ذكرياته. متابعة قراءة امسح