ابتداء.. اعتذر للقارئ العزيز عن انقطاعي عن الكتابة خلال الأسبوعين الماضيين؛ بسبب العشر الأواخر والعيد وبداية الإجازة الصيفية.
اليوم وبمناسبة توقفي عن الكتابة لمدة شهرين، اعتباراً من هذا المقال، سأكتب عن حصاد عام سياسي عاصرته من خلال كتابتي في القبس!
– استمر مؤشر الحريات العامة في التراجع، وزادت قضايا الرأي في المحاكم، وزاد تبعاً لذلك عدد السجناء السياسيين، وارتفع عدد الأحكام الصادرة والمقيدة للحرية، وكل ذلك مؤشر على أن البلد يسير عكس ما هو مفروض أن يكون عليه. لكن المتتبع لأحوال دول المنطقة يلاحظ التراجع الخطير في هامش الحريات، خصوصاً مع انفلات الأمن في العراق وسوريا، وهذا ما انعكس على الجو العام في الكويت، حيث سارع أعداء الديموقراطية وحرية الرأي إلى استغلال هذه الظروف لترسيخ مفاهيمهم في المجتمع.
– استمر مجلس الأمة في أداء دوره دون طموح الشعب، بل عكس التوجهات العامة للمجتمع، التي جُبل عليها الشعب الكويتي، ولعل آخرها قانون العزل السياسي الذي قُدم للمجلس يوم 6/20، ونوقش في اللجنة التشريعية يوم 6/21، ثم عرض على مجلس الأمة في جلسته يوم 6/22 وأصدره!
– فشلت التيارات القومية والعلمانية في المحافظة على مبادئها، خصوصاً تلك المتعلقة بالحريات العامة، فسكتت عن كثير من التجاوزات لهذه المبادئ، سواء داخل الكويت أو خارجها، بينما ظل التيار الإسلامي المعتدل هو التيار الوحيد، الذي يدافع عن هذه المفاهيم إلى اليوم، ولم يصدر عن هذه التيارات العلمانية إلا بيان يتيم عن قانون العزل السياسي سيئ الذكر، وبمشاركة الحركة الدستورية الإسلامية!
– استمرت خصومة بعض الأنظمة في المنطقة للتيار الإسلامي الوسطي، ولاحظ المراقبون الدفع المتعمد من هذه الأنظمة بهذا التيار المعتدل للتطرف والعنف، لكن حكمة التيار وإدراكه لما يحاك له من مكائد حالت دون ذلك، مع قسوة الأساليب القمعية أحياناً في التعامل معه!
– أصبحت المنطقة على كف عفريت وقابلة للانفجار في أي لحظة، وما زلنا في الكويت لم نناقش أو نفكر ماذا عسانا أن نفعل إن تعرضت حدودنا لانتهاكات عدائية من إيران أو أتباعها في العراق! وما زالت مواضيع البرامج الحوارية في فضائيات دول المنطقة دون الطموح! وقد يكون لهذه اللامبالاة مبرر لو أن أميركا حافظت على علاقتها مع دول مجلس التعاون، ولم توكل لإيران مهمة شرطي الخليج!
– ختاماً، قلنا وما زلنا نكرر أن «داعش» صنيعة استخبارات إيرانية، وبمباركة ودعم غربي، وإن مهمتها تشويه الإسلام والمسلمين، وقد نجحت في تحقيق ذلك، وإن إيران وأميركا استخدمتا وجودهما لتنفيذ أجنداتهما العسكرية في العراق وسوريا، وإن على دول الخليج التصرف سريعاً لحفظ وجودها وأمنها الاستراتيجي بعد أن أصبحت أميركا وإيران وروسيا تعمل كفريق واحد في إعادة ترتيب المنطقة!
استودعكم الله ونتواصل عن طريق تويتر وفيسبوك إلى نهاية العطلة الصيفية بإذن الله.