لم أستطع أن أمنع رغبتي في الابتسام حين شاهدت صورة السفير الأميركي في المنامة، وهو يزور جمعية الوفاق ويلتقي بملالي البحرين وعمائم وكلاء «الولي الفقيه» وكذلك صورة «مالونيسكي» مساعد وزير الخارجية الأميركي وهو يبتسم ويتضاحك مع صاحب العمامة البيضاء الشيخ «محمد جميل الجمري»، وكأنني أري المشهد مكررًا بعد أن شاهده الجميع في الكويت خلال زيارة السفيره الأميركية السابقة «ديبورا جونز» – حاليًّا سفيرة لبلدها في ليبيا – إلى مقر جمعية الإصلاح الاجتماعي (الإخوان المسلمون) ليتبين لنا أخيرًا أن واشنطن قد «أسلمت» أولاً ثم «تشيعت وتسننت وتأخونت» …. إلى آخر مستجدات الإسلام السياسي والعسكري والإرهابي الذي يجتاح المنطقة!! الوثائق السرية التي كشفت عنها واشنطن مؤخرًا حول الرسائل المتبادلة بين الراحل «آية الله روح الله الخميني» والإدارة الأميركية منذ عهد كنيدي في مطلع الستينات حول «الغزل وحب التعاون» بين زعيم ثورة المستضعفين وأباطرة الوحش الرأسمالي، زاد من طينها بللا ما نشره الصحافي الاميركي «بوب وورد» في كتابه عن طلب «المرشح وقتها للرئاسه رونالد ريغان» من الخميني أن يؤجل الافراج عن الرهائن الأميركيين المحتجزين في سفارة بلادهم في طهران عقب أيام من قيام الثورة وحتي يتسبب ذلك التأجيل في سقوط الرئيس كارتر ليفرج عنهم عقب فوز .. ريغان كسيد جديد للبيت الأبيض!! بالطبع، أوباما – الديمقراطي- نسي ما فعله الإيرانيون بزميله «الديمقراطي» جيمي كارتر وهو يرسل «مالونيسكي» الى المنامة في رمضان الماضي ليتحرك بسيارته – بوقاحه دبلوماسيه غير معتادة- من المطار الى مقر» جبهة الوفاق» ليلتقي بالعمائم بلونيها الأسود والأبيض لأن واشنطن قرّرت الإعلان عن سياستها «الرمادية» الجديدة في الشرق الأوسط بترك حلفاء الماضي والجري خلف حلفاء الحاضر.. والجدد!! كنت وقتها في البحرين، وأحسست بالغضب الشعبي والرسمي من تصرف مساعد وزير الخارجية الأميركي هذا وما هي إلا ساعات حتى أصدرت الحكومة البحرينية قرارًا بطرد «مالونيسكي» من البلاد واعتباره شخصًا غير مرغوب فيه! وتم ذلك، وخلال أقل من ساعتين، كان الرجل علي ارتفاع 37 ألف قدم عائدًا الى … بلاده!! موقف بحريني متميز وجاد وأعاد الى ذاكرتي قرار حكومة الكويت عام 1983 حين رفضت قبول تعيين سفير أميركي جديد لديها كان يشغل منصب سكرتير أول في سفارة بلاده .. بإسرائيل! لا يوجد تشابة في موضوع الرفض، لكننا هنا نتحدث عن بلد صغير هنا و»جزيرة صغيرة» هناك قالتا وفعلتا ما لم تقله وتفعله دول كبيرة في المنطقه وفي .. العالم!! لكنه القرار السياسي الصائب لحفظ مفهوم السيادة وترجمته.. حرفيًّا!! الأميركيون والإيرانيون ضحكوا على «الدهماء والسذج من شعوب السنة والشيعة» لأكثر من 35 عامًا من «العداء المزيف» بينما كانوا يعيشون قصة حب وعشق وغرام طويلة «تحت جنح الظلام» الى أن تم إعلان زواج «الشيطان الأكبر» من «الملائكه الأخيار» ليكون الله عزّ وجلّ وحده الأعلم بنوع «الأجنة» التي ستلدها لنا تلك البطون الحبلي في طهران بعد أن أصبحت «ولاية الفقيه، نجمة أخرى في العلم ذي الألوان الأحمر والأزرق والأبيض ..»كولاية» أميركية جديدة!! ذهب شاهنشاه – شرطي الخليج القديم «بتاجه الماسي، وجاءنا» شاهنشاهات جدد «بتيجانهم السوداء – والبيضاء»!! فكم عقد من الزمن ستنتظر شعوب إيران حتي يأتي «محمد مصدق».. آخر ليخلصهم من «سلالة ملالي.. قاجار «.. الحاكمة؟! ***
آخر العمود :
.. قبل شهور، شهد «تويتر» مشادة عنيفة بين السيناتور الجمهوري عن ولاية اركنساه «توم كوتون» ووزير الخارجية الإيراني «ظريف» سببه أن هذا الأخير استخدم أسلوبًا غير «ظريف» في الرد علي السيناتور المعترض علي المفاوضات النوويه بين بلادة وطهران حين قال: «الاتفاق سيتم مع واشنطن رضي بها كوتون أم لم يرض»!! السيناتور عاير «ظريف» بأنه «اختبأ» في أميركا خلال الحرب العراقية – الإيرانية قائلاً: «بلدك تدخل في حرب ضروس وأنت تختبئ عندنا… أيها الجبان»!! «ظريف» بلع «الطراق» وحاول تغيير لهجته بأن قدم التهنئة للسيناتور لمولوده.. الجديد!! «ناس تخاف .. ما تختشيش»!!
***
آخر كلمة:
قال الشاعر:
صغيرٌ يطلبُ الكِبرا .. وشيخٌ ود لو صَغُرا
وخالٍ يشتهي عملاً .. وذو عملٍ به ضَجِرا
ورب المال في تعب .. وفي تعب من افتقرا
!! و..«عجبي»!!