الشعب الكويتي الجميل، المزيون، يبكي ويلطم الخدين. ليش؟ لأن اللعبة باتت مكشوفة أمامه؛ بعض المسؤولين وأصحاب القرار يعبثون ببنية البلد التحتية والوسطية والفوقية، ومرافقه العامة الهامة، ثم يتباكون على حاله، ثم يلبسون “باجة العلم” على صدورهم، دلالة على وطنيتهم، ثم يقررون خصخصة هذا المرفق، ومصمصة ذاك القطاع، ثم فجأة وصدفة تستولي عليه شركاتهم. وهوبا لالا.
الشعب المزيون الغلبان حفظ التمثيلية كاملة، وحفظ سيناريو المَشاهد القادمة وحوارها، وبات “يسمّعه عن ظهر غيب”. لذلك بدأ مبكراً بالبكاء على حال المطار، الذي ستتم خصخصته ومصمصته، ويتم تسليمه إلى شركة أمن أجنبية، سنكتشف لاحقاً أنها ليست أجنبية، بل ابنة عم، ومن لحمنا والدم. لكنها ترتدي اللبس الفرنجي وتتحدث الإنكليزية.
وبمناسبة الحديث عن الإنكليز، والحديث عن الاستعانة بالخبرات الأجنبية، لا تستغربوا إن صرّح أحد مبرري أفعال السلطة قائلاً: “لماذا الخوف من الاستعانة بشركات أجنبية لإدارة أمن المطار؟ ها هي بريطانيا بجلالة تاجها وعظمتها تستعين برجل يحمل الجنسية الكندية ليدير بنكها المركزي!”. وهو كلام ظاهره مليح وباطنه قبيح.
تماماً كقولهم القديم المتجدد: “الدولة طبقت ما جاء في الدستور، وتكفلت بالعلاج المجاني، والتعليم المجاني”. ولو أنك نظرت إلى العلاج المجاني في مستشفياتنا لتمنيت العودة إلى حياة الكي، ولو نظرت إلى تعليمنا لتمنيت أن تصل إلى حال التعليم في زمن الدولة الفاطمية.
نحن بلد القشور يا سادة… على أن أمن المطار لا يقارن بأمن الموانئ. وموانئنا مشرعة الأبواب يا أولي الألباب.