في عام 1970 كان عمري خمس سنوات تقريبا عندما صحوت من نومي على صوت والدي واخواني متمسمرين امام التلفاز الابيض والاسود ينادون بأعلى صوتهم محمد علي , محمد علي مرددين هذا الاسم كثيرا تلك الليلة اثناء بث التلفزيون الكويتي لمباراة وصفت حينها بأنها مباراة القرن …
ونظرت الى التلفاز فاذا هي ملاكمة بين البطل الاسطورة المسلم محمد علي ضد جو فريزر حيث فاز فيها البطل الاسطوره محمد علي ، لم اتعود ان ارى قبلها والدي يحضر مباراة رياضية او ملاكمة الا ذلك الوقت وتعلمت بعد مشاهده هذه المباراة انا واخواني ان نقلّد البطل الاسطورة محمد علي في ملاكماته حتى بعد ان كبرنا، وكثيرا ما رددنا ما كان يقول وهو على الحلبة اثناء مباراته أو لقاءاته التلفزيونية
I’m Mohammad Ali the Greatest
وبعد مرور 4 سنوات تقريبا في عام 1974 جلست العائلة جميعها مرة اخرى كبيرا وصغيرا متمسمرين دون ان يتحرك احد امام التلفاز ولم نكن نحن الوحيدين الذي يشاهد هذه المباراة بل كل بيت وكل عائلة في الكويت و في الوطن العربي وحول العالم كانوا امام التلفاز لمشاهده هذه المباراة محمد علي ضد الملاكم الشرس فورمان في مباراة عرفت بنزال في الادغال ليهزمه ملاكم العالم والعرب والمسلمين محمد علي ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في امريكا والعالم بأسره فهو صاحب اسرع وأقوى لكمه في العالم وما زال ..
حب البطل محمد علي كبُر مع كل اطفال العالم شرقها وغربها، جميعنا قلدنا هذا البطل في حركاتنا بنات واولاد .. في القفز والملاكمة والالفاظ ، كان قدوة بطولية للجميع وكنا فرحين باسلامه مع اننا كنا صغارا لا نفهم شيء ولكننا فرحين .
فرحين لانه مثّل شخصية المسلم الذي يرفض قتل الابرياء وفضّل السجن على ان يقاتل في حرب فيتنام … رفض العنصرية بين البيض والسود ، ووجد نفسه وانسانيته في الدين الاسلامي ليعتنقه ويغير اسمه من كاسيوس كلاي لمحمد علي فقط فيحمل الدين في كل علاقاته وفي كل رحلاته ولقاءاته .. كانت الدعوة الى الاسلام همه والدعوة الى السلام طريقه ومشوار حياته…ورفض عرض هوليود بكتابه اسمه على النجمه الرخامية كما يعمل كل مشاهير العالم وقال انني احمل اسم سيد البشر نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ولن اقبل ان تدوس الاقدام هذا الاسم المقدس وطلب ان يكتب على الحائط فاحترم المسؤولون في غرفة التجارة بهوليود رغبته ووضعوا نجمة التكريم على الجدار ليكون الوحيد من بين مشاهير العالم اسمه على جدار حائط مسرح دولبي في ممر الشهرة وليس على الارض، لتصبح النجمة الوحيدة التي لا تطأها الأقدام في هوليود.
البطل محمد علي اعطى طيلة فترة حياته صورة مشرفه عن الاسلام.
احبه جماهير العالم مسلمين ومسحيين ويهود ومن لا دين لهم ايضا ، شخصية عالمية لن يعود مثلها ابدا .وكانت له جنازة حضرها عشرات الالاف لنقول له وداعا بطلنا الحي الذي لن يموت وستظل ذكراه العطرة في قلوبنا وقلوب اجيال قادمة .
رحمك الله محمد علي وادخلك فسيح جناته .
آخر مقالات الكاتب:
- الفرق بين الغرب والعرب ليس نقطة
- الغزو العراقي – جرح موتني وأنا حي
- رسالة الى كل ارهابي من صقور الاردن
- يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة – بطل الملاكمة محمد علي
- شمس الامل – مركز الحسين للسرطان
- سلّم سواعده وبالخير واعده …. وعد الرجال
- يا طير الفجر سلّم عليها
- جمال الابتسامة … في امريكا
- السهم لولا فراق القوس لم يصب
- حلوى بحرينية وعمانية من سوق المباركية