هل ترغب الولايات المتحدة الأمريكية بوجود حكومات ديمقراطية منتخبة في الشرق الأوسط تعبر عن إرادة شعوبها ، فلو حدث هذا لن تخسر أمريكا سيطرتها على المنطقة وحسب ، بل أيضا ستطرد منها ، فسياستها المعلنه هي .. إذا كان لديك حاكم ديكتاتور يواجه ثورة شعبية (للحرية والديمقراطية) فقف بجانبه حتى آخر مدى ، وعندما يستحيل الإستمرار في دعمه لأي سبب ما ، فقم بإرساله إلى مكان ما أو أتركه يواجه مصيره ، ثم قم بإصدار تصريحات رنانة عن حبك للديمقراطية والحرية ، مثلما حصل مع “شاه” إيران من القرن الماضي وتكرر الحدث مع الرئيس المصري “مبارك” وقبلهم مع “ماركوس” في الفلبين و”سوهارتو” في أندونيسيا !
ستبذل أمريكا قصارى جهدها لمنع ديمقراطية حقيقية في العالم العربي ، فالغالبية العظمى من “شعوب المنطقة” تعتبر أمريكا مصدر التهديد الرئيسي لمصالحها ، بل أن أغلبية المعارضيين لسياسات أمريكا الخارجية تعتقد أن المنطقة ستكون أكثر أمانا إذا أستقلت حكوماتهم دون التدخل الأمريكي .
لذا لا تريد أمريكا حكومات ديمقراطية تعبر عن إرادة الشعوب ، وبالطبع هذا ما ترغب فيه السلطات العربية لضمان بقاءها ، والإشراف المباشر منها والتدخل في تزوير العملية الإنتخابية لعدم وصول المعارضة .
سؤال بسيط جدا ، ماذا لو أرادت حكومة عربية وبتوافق شعبي بعدم البيع والشراء للولايات المتحدة الأمريكية لأي سلعة كانت ، إبتداء من البترول إلى حظر الطيران ذهابا وإيابا لها ؟
هل ستقبل “أمريكا الديمقراطية” بعظمتها ومكانتها بتلك الديمقراطية والحرية ، أم أنها ستواجهها بالأساطيل العسكرية والطائرات الحربية ؟
ماذا لو قررت الأمة العربية بعدم التعامل بالدولار الأمريكي ، هل تستطيع أمريكا أن تمول جيشها دون الحاجة لأموال العرب والمسلمين ، ماذا لو أغلقنا سفاراتهم ، ماذا لو عزلناهم من التعامل مع الشرق الأوسط ، الذي يعتبر المركز المالي العالمي ؟
إستيقضت على صوت “الله أكبر” من هذا الحلم على أذان الفجر ، فلم أستطع شرب الماء قبل الإمساك ، فتعوذت من أبليس ، وقمت للصلاة ودعيت لأمريكا لتحمينا من الإرهاب “العربي” .
والله المستعان ..