الألعاب الشعبية لها انتشار كبير في كل مجتمع مهما بلغ رقية، وخصوصا الألعاب التي يستخدم بها الورق والمسماة الجنجفة، وفي كل فترة يستحدث الشباب لعبة جديدة يطلقون عليها اسما جديدا، فقبل عشرات السنين كان شباب الكويت لا يستسيغون غير لعبة الكوت ولعبة الهند.
وقبل سنوات خرجت علينا لعبة السبيتة ولعبة الصف وبعض أنواع الألعاب لا أعرف أسماءها، واليوم اكتشفت أن هناك لعبة جديدة انتشرت بشكل سريع ولكن اسمها غريب نوعا، ولا أعرف سر التسمية فهم يطلقون عليها اسم «انحش يا الذيب».
ولكن اكتشفت أن هناك بعض الأصدقاء الذين رفضوا ذكر أسمائهم مثل الصديق أبوجابر وأبومحمد وهم من الذين يلعبونها مع أنهم محترفون في لعبها ولكنهم دائما ما يخسرون وحين سألتهم عن سر خسارتهم المتكررة فقالوا إن الذئب لا يهرب إلا في الحالات النادرة جدا، وأن هرب فإنه يعود لينتقم وحينها تأكدت من حسن تربيتهم فقد تربوا في بيوت تعلمهم على المرجلة وعدم الهروب حتى باللعب.
لقد اقنعني ردهم وتذكرت مقولة أحد ولاة أمر المسلمين حين سألوه كيف تعرفون أبناءكم ان كانوا رجالا تعتمدون عليهم، فقال: نراقبهم فإذا قال «من يلعب معي» فهو قائد ونعرف انه سيكون له شأن، وإذا قال «من ألعب معه» فهو لن يقود حتى نفسه، لهذا فأنا على يقين بأن من ذكرتهم ذيابه عيال ذيابه، فهنيا لذويهم بهـم.
أدام الله من تربى على أن يكون رجلا يرفض الانـهزام حتى في اللعب، ولا دامت الحصاني التي تسمح للآخرين بأن يلعبوا بها.