حلقة «سلفي» التي أبدع فيها الممثل ناصر القصبي، والتي كانت تهدف لإبراز وجه التشدد في المذهبين السني والشيعي، وللأمانة هذا التعصب موجود والكل منا يشعر به في محيطه الاجتماعي، ولكن الوجه الإيجابي هو المهم وهو الأكبر في المذهبين، لكن للأسف تم تجاهله وأصبح غائبا في القنوات الإعلامية.
وهنا تكمن كارثة الكراهية بين المسلمين بسبب بعض رجال الدين الذين لا يعرفون طريقا للتسامح ولا للمحبة ولا للسلام، وكل ما لديهم هو نشر الكراهية والفتن بين المسلمين، ليس إيمانا أو هدفا بالفوز بالجنة بقدر ما أن حقيقتهم يتبعون رضا الشيطان سواء كانوا يعلمون أو لا يعلمون، وأيضا يتبعون النجومية في الإعلام لإدراكهم أن الجهل المجتمعي يساعد على ذلك، ومنهم من يرسل أبناء الناس للقتال بحجة الجهاد دون علم أسرهم، وبذات الوقت تجد أبناء هؤلاء الدعاة يتربعون في جامعات أوروبا بعيدا عن الجهاد!، وهذه الحقيقة هي الواقع المر والتي يعتز بها الشيطان بقدرته على نشر الكراهية والأحقاد والقتال بين الأخ وأخيه حتى يتقاتلا وتشتعل نار الفتنة في مجتمعاتهم ويصبح الأبرياء والإسلام ضحايا التطرف القذر، وهذا ما نشاهده اليوم من حولنا للأسف.
تحدثنا كثيرا عن حقيقة الماسونية وقدرتها على زرع شياطين تراهم العامة بصورة بشر أتقياء وأصحاب علم، وبعضهم مزيفون يرتدون قناع التدين وهم منافقون وخبثاء ودائما ما يصورون للناس أنهم أتقياء لله حتى يتمكنوا ويجعلوا الناس أسرى وأتباعا لفكرهم المتطرف لتحقيق مآربهم الخبيثة، وكل إنسان يملك ذاته وفكرا نيرا يستطيع معرفتهم وكشف أقنعتهم القذرة من خلال سلوكهم الشاذ الذي غالبا ما يدعو إلى نشر الكراهية والفتن والقتل بين الناس، وهذا يدل على أنهم رجال الشيطان، وليس لهم علاقة بدين الرحمة أي دين الإسلام ولا منهج النبوة الكريم، وسلوكهم هو من يكشفهم.
ولا نتجاهل وجود الوجه الآخر الإيجابي، وهم رجال دين أتقياء أصحاب خلق، وهم دائما يسعون لنشر المحبة والسلام بين الناس بمختلف أشكالهم ويتجاهلون من يسيء لهم، لكن للأسف هؤلاء المصلحون لم نجدهم يتسيدون القنوات الإعلامية بكثرة وهذا جزء من المشكلة التي نعيشها والتي تجعل التعصب يسيطر على واقع ساحاتنا الإسلامية لطالما هؤلاء غائبون عن الساحة.
فمن هذا المنطق لا بد من القنوات الإعلامية إبراز الدور الإيجابي لدى الطرفين حتى يدفن الوجه السلبي بلا عودة، فسلاح الاعلام هو الأهم في تلك المرحلة لمحاربة الفكر المتطرف، وأيضا على رجال الدين المحترمين دعاة السلام من الطرفين أن يبادروا بالظهور في القنوات لنشر مبدأ المحبة والسلام بين الناس، وبغض التطرف في كل أشكاله، لذا نتمنى من الممثل المتميز ناصر القصبي في مسلسل «سلفي» إبراز الجانب الإيجابي ونقاط الالتقاء لدى الطرفين بأن ربهم واحد ورسولهم واحد وقبلتهم واحدة، وخلافاتهم ما هي إلا مسألة جانبية شأنها شأن أي خلاف مجتمعي متجدد، لكن الأهم على المجتمع أن يسعى لمحاربة التطرف بشتى أنواعه، وان نتعايش بسلام مع كل المجتمعات بمختلف أعراقهم ودياناتهم ومعتقداتهم، وهذا أصل الدين وما نعرفه عن دين الرحمة الذي يبدأ بجملة «السلام عليكم» وهي تعني حقيقة الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم رسول الرحمة.