الديمقراطية الكويتية فصول ومواسم. مثل المناخ. وهذه الأيام نعيش في موسم التبريكات والتهاني برمضان. الزائر للكويت اليوم سيقرأ أدعية على اللوحات في الشوارع، وآيات كريمة، وأحاديث شريفة عن فضل رمضان، يكتبها مرشحون محتملون لانتخابات مجلس الأمة.
وبعد عيد الفطر، يبدأ موسم الحنان المناطقي، إذ تنبت الابتسامات على وجوه الوزراء النواب، ويجيرون وزاراتهم لخدمة أبناء دوائرهم الانتخابية. فتشاهد سلهمة عيون الوزراء، وابتساماتهم الخجلى، وطقطقة أصابع التواضع، وحنانهم الذي يحرج الأم عند يتيمها. وكله بالقانون يا بيه.
وسيتحول الوزير النائب، غالباً، إلى مارد. يفرك الناخب الإبريق، فيخرج له الوزير من بين الدخان، بملابس تستر عورته وتكشف كرشه: “شبيك لبيك”. فيطلب الناخب الغلبان نقلاً من وظيفته إلى وظيفة أفضل، أو ترقية، أو ابتعاثه إلى دورة خارجية. في حين يطلب الناخب الحوت التوقيع على عقد تجاري مليوني، يتشارك فيه مع الأحباب. وما بين طلب النقل من الوظيفة إلى توقيع العقد المليوني، تتباين الطلبات وتتنوع، وكلها مجابة، وكلها بالقانون يا بيه.
ويتشكل المجلس الجديد، فيقسم الوزير الحنون على احترام الدستور وقوانين الدولة، وأن يذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأن يؤدي أعماله بالأمانة والصدق. فيصفق الجميع، ويبتسم الوزير بخجل، ويطقطق أصابعه، ويسلهم بعينيه، سلهمة قانونية. وكل عام وأنتم بخير.