هناك مقولات ليست قديمة لتكون مثلا يعرفه الجميع، ولكنها أشد وقعا من كل الأمثال القديمة لكونها تحكي واقعا جديدا يجب أن ننتبه له، وإذا لم نتعظ منها فلا يحق لمن لم يستوعبها أن يدعي أنه عاقل ويحمل عقلا بشريا.
من تلك الأقوال مقولة رجل كبير بالسن حين قال «حدثناكم عن جوع مر بنا وأتمنى ألا يأتي اليوم الذي تحدثون أحفادكم بنعمة مرت بكم» وأقسم بالله أن تلك المقولة قد هزتني إلى درجة الرغبة في البكاء لأن لها معنى يفطر القلب.
تلك المقولة تجعلنا نقف وقفة عقلانية مع أنفسا فكيف نحافظ على نعم الله علينا ولا تجعلنا نصل إلى مرحلة الخوف الذي قصدها الرجل الطاعن بالسن ولو حاول أي شخص منكم بالبحث عن وسيلة لعدم وصول تلك المرحلة فإنه لن يجد إلا طريقا واحدا فقط.
الطريق سهل وصعب في الوقت نفسه، فقد ذكر رب العزة والجلالة أنه «بالحمد تدوم النعم» والحمد ليس بالقول فقط ولكن بالعمل، فمن تكبر على نعمة الله عليه وشكك فيها فلن يغنيه القول مهما قال وعليك أن تبحث عن الوسيلة التي تثبت بها لربك بحمدك لنعمه عليك.
هناك مقولة مؤثرة لأحد زعماء القبائل اليمنية يقول فيها «كنت أكفل في كل سنة عشرات الأيتام واليوم أبحث عمن يكفلني في إحدى الدول العربية» لن أشرح معنى كلمة هذا الرجل فهي أبلغ من أي شرح فمن لم يفهمها فعليه أن يذهب للتطعيم من «الحمى العلاقية».
أدام الله نعمه علينا، ولا دام من يبطر بنعمة الله عليه وعلى بلده.