تزداد الأوضاع العربية صعوبة، وهي سائرة نحو حالة أشد وطأة منذ ٢٠١١. ما قام به تنظيم «داعش» منذ أيام، من تفجيرات في مناطق في الساحل السوري ثم مقدرته على تدمير معدات وطائرات في مطار عسكري روسي في منطقة تعتبرها روسيا آمنة، يؤكد أن الحرب ستستمر في سورية وأن روسيا وقعت في ورطة لن تخرج منها بلا ثمن سياسي وعسكري. الثمن الذي ستدفعه روسيا لا يجعلها وحيدة في ذلك، فكل الأطراف ستدفع أثماناً مضاعفة في كل مكان. لكن هذا ليس كل ما في الأمر، فالمشهد في العراق وفي اليمن ومصر وليبيا يعكس طبيعة الحالة التي دخل فيها الإقليم، والتي أكثر ما تؤثر على المدنيين العرب في كل مكان.
في بيئة كهذه تهاجر الأموال وقلما يأتي غيرها، فمعظم صناع المال ممن يستثمرون في البلدان العربية سواء كانوا من العرب أم من المستثمرين الأجانب يعيشون حالة خوف من الحروب والنزاعات بالإضافة إلى عدم الثقة بالقوانين المفاجئة والفساد المستشري وسلطة النظام مقابل سلطة القضاء. من استثمر في هذا البلد العربي أو ذاك (مع استثناءات محدودة) لا يعرف إن كانت التعهدات التجارية للدول ستستمر من عهد لآخر أو من رئيس لمن يليه. الربح السريع هو سر التعامل مع المنطقة العربية، لكن ذلك سبب من أسباب أزماتها وضعف التنمية في ربوعها. متابعة قراءة العرب بين حلم التغيير وواقع الانهيار
اليوم: 2 يونيو، 2016
عندما تحترق المخازن
خلال مسيرة الفساد في البلاد ومنذ الخمسينيات، كانت هناك نقطتان متواترتان، حتى دخلتا ضمن أمثالنا الشعبية، وصارتا ضمن عاداتنا وتقاليدنا. الأولى هي تحول إنسان بسيط إلى شخصية أسطورية وهو فراش البلدية، أما الثانية فكان الحريق السنوي لمخازن وزارة التربية والتعليم، أو المعارف، كما كانت تعرف حينذاك.
ففي كل سنة، في ذات المكان، وقبل الجرد بأيام قليلة، يتحرك فأر دايخ من الجوع في مخازن التربية، ليبدأ بقضم واير كهربائي، دايخ هو الآخر، ومن ثم يعلن سبب الحريق بأنه تماس كهربائي، ثم يغلق الملف، وتأتي السنة القادمة ليتكرر ذات الفعل، ويتحرك ذات الفأر الجائع الدايخ، ليقضم ذات الواير الكهربائي المنسلخ، وتعلن نتائج التحقيق مجدداً، ثم يغلق الملف، حتى أصبح إغلاق ملفات الفساد، الموجهة لمتهمين مجهولين، أو فئران جائعة، جزءاً من عاداتنا وتقاليدنا. متابعة قراءة عندما تحترق المخازن
لماذا فقدنا السلام المجتمعي؟
في بحر لجي بات يصارعنا ونصارعه يضاربنا يحاربنا يزعزع مجتمعنا تقف أمامه صروح وتنهار أخرى يكسر فينا أشياء فما حسبناها تبنى من جديد إنها الطامة الكبرى قيم تطرق أبواب المجتمع يتفاعلون معها فتحول بعضهم إلى مسخ تائه لا شخصية له وتترك آخرين تائهين حائرين لقد بتنا في صراع داخلي يخرج من داخلنا في شوارعنا ماذا يحدث لشبابنا لأطفالنا لمدارسنا باتت متصارعة كل تلك الأماكن بأشخاصها هناك قوة قابعة تنمي عنفاً ما داخلنا ليس مهما أن تزرعه فينا لأنه موجود فينا بحكم فطرتنا فما عليك إلا أن تفتح له لطريق ليشقه وتفجر له ثغرا ليمرح من خلاله عنفنا الطفولي البدائي
نعم إنه هو إنه يعطي فرصة لينطلق من جديد. متابعة قراءة لماذا فقدنا السلام المجتمعي؟
ترامب المنقذ
يُعتبر رجل الدين العراقي الشيعي إياد جمال الدين من أفضل المدافعين عن العلمانية، ويعتقد أن الدولة يجب ألا يكون لها دين؛ فهي كالأم التي ترعى مصالح أبنائها، ولا تفضل أحدهم على الآخر، حتى وإن اختلفوا في معتقداتهم الدينية أو ميولهم السياسية.
وفي رسالة جرى تداولها على وسائل التواصل وجّه خطاباً لدونالد ترامب، المرشح الجمهوري، طالباً منه، في حال نجاحه، أن يسعى إلى وقف موجة الإرهاب التي تضرب العالم، وتفعيل دور مجلس الأمن، والسعي الى إصدار قرارات تعتبر «الإسلام السياسي» خطراً على السلم العالمي، وإن هذا الخطر لا يمكن احتواؤه بغير قرارات أممية، تُلْزِم الدول الإسلامية فرض العلمانية، والدول التي ترفضها تطرد من المنظمة، وتقاطع من الجميع. متابعة قراءة ترامب المنقذ
سلّم سواعده وبالخير واعده …. وعد الرجال
الرجال يعرفون بكلمتهم التي لن تتغير ولو طارت راسه والرجل الحقيقي هو رجُل الموقف والكلمة فالرجال تعرف بصدق الكلام والافعال على هذا تربينا وهكذا تعلمنا منذ الصغر، هذه العبارات والجمل والمعاني تكررت على مسمعي عشرات المرات – حتى انني ان أردت ان اؤكد على ما اقول فأباشر وانا سيدة بقول (كلام رجال) وهذا بديل عن القسم لتُعّرِفْ مدى صدقك والتزامك بالكلمة والوعد فتصل الرسالة ويطمأن من يسمعها بأنك صادق الوعد والعهد والكلمة . وطول فترة اقامتي في الكويت لم ارى من يَخْلُف وعده ربما لانني لم اختلط كثيرا مع الناس والبشر او ربما لان من اختلطنا بهم كانوا صادقين بأقوالهم وأفعالهم، ولن استغرب ذلك وبين ايدينا حديث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) وأيضا حديث اخر متابعة قراءة سلّم سواعده وبالخير واعده …. وعد الرجال
«حدس».. والجبال الرواسي
من المتوقع بعد قرار الحركة الدستورية الاسلامية (حدس) المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، أن يبدأ خصومها، الذين أزعجهم هذا القرار وعكّر مزاجهم، أن يشنوا حملة إعلامية ممتلئة بالافتراءات والأباطيل عليها وعلى رموزها وشبابها، تهدف إلى تشويه السمعة ومنعها من تحقيق أي مكاسب سياسية محتملة.
مشكلتنا مع بعض خصومنا أنهم لا يخجلون من ممارسة هذا الأسلوب الدنيء، ومن تكراره. ولعلكم تذكرون ما أثير عن التيار من تكسّبه السياسي عام 1976 بمشاركته في حكومة الحل، علماً بأن التيار الوطني كان مشاركاً بخمسة من رموزه في الحكومة نفسها! ومع هذا، لا يزالون يكررون هذا الافتراء! متابعة قراءة «حدس».. والجبال الرواسي
مرامخة المشاركة والمقاطعة
في عام 2013 وبعد حل “مجلس علي الراشد”، وقبل انتخاب “المجلس الحالي”، اجتمعنا وناقشنا موضوع المشاركة والمقاطعة، فكان رأيي: “نشارك ولكن بالشبان” (لم أقل الصف الثاني ولا المنتخب الرديف، كما شاع). وقلت: “يمتنع الكبار والمخضرمون عن خوض الانتخابات، وندفع بالشبان، كفيصل اليحيى، وأمثاله، فنكون بذلك لم نرضِ السلطة، وفي الوقت نفسه لم نترك البرلمان للعابثين ونغب غياباً كاملاً”، وعللت رأيي: “أخشى أن نترك لهم الميدان كلياً مدة أربع سنوات، فيشرعون قوانين قمعية، ويكسرون زجاج الشبابيك، ويبيعون أثاث المنزل، فنندم بعد فوات الأوان (لم أتخيل وقتذاك أن يصل الأمر إلى سحب الجنسيات، والسجن الجماعي، وملاحقة الناس في وظائفهم وأرزاقهم)”. قلت ذلك فاختلف الجميع معي، وتباينت الآراء، فقررتُ أن ألتزم بأمرين اثنين، أولهما ألا أزايد على أحد في الديوانيات ووسائل الإعلام في حال صحت رؤيتي، والثاني ألا أشذ عن التوجه العام، بل سأقاتل دفاعاً عما يُجمع عليه المعارضون وكأنه رأيي الخاص، كي لا يظهر أي انشقاق في الصف. وهذا ما حصل بالفعل، إلى درجة أنني صدقت نفسي بأنني مقتنع بالمقاطعة الشاملة. متابعة قراءة مرامخة المشاركة والمقاطعة
شذوذ معارضة الأغلبية!
من أغرب الظواهر في عالم السياسة هو ما حصل عندنا في الكويت من وجود مجموعة سياسية تحمل اسم «الأغلبية»، وفي الوقت ذاته تمارس دور المعارضة وتحمل صفتها، فقيام الأغلبية في أي نظام سياسي بممارسة دور المعارضة يعتبر حالة شاذة!
وسبب الغرابة والشذوذ هو أن الوضع الطبيعي للمعارضة في كل الديموقراطيات هو أن تكون أقلية وليست أغلبية، أما الجماعة السياسية التي تستطيع أن تكون أغلبية في البرلمان فمن حقها أن تشكل الحكومة، وتتحول إلى موقع السلطة التنفيذية، وإلا فإن المشهد السياسي سيتحول إلى هرم مقلوب! متابعة قراءة شذوذ معارضة الأغلبية!
المظاهر الخادعة
في حقبة الستينات من القرن الماضي كان أهل الكويت يمتازون بالتلقائية والعفوية الصادقة؛ فتجدهم واضحين في آرائهم وتعابيرهم لا يداخلها التكلف ولا المجاملة. الناس كما يقال كانوا يعيشون على سجيتهم، حتى تواصلهم الاجتماعي كان نبيلا ولأسباب ودية كاملة، تزاورهم كان مظهرا يطغى على حياتهم، علاقاتهم، أحاديثهم، مظاهرهم، ملابسهم، مشاعرهم كانت جميعا طبيعية وتلقائية، ولم تكن لديهم عقد ومظاهر مرضية في سلوكهم ولا مشاعرهم تجاه بعضهم، كان التسامح مظهراً بارزاً في تعاملهم في كل الشؤون، والتواضع خلقاً تلمسه في الكبير قبل الصغير، في ذلك المجتمع نشأت، وفي معيته ترعرعت، ومن نبل أخلاقه وسلوكياته تغذيت، وكانت تلك بالنسبة إلي مدرسة وثقافة منها تخرجت وبآدابها تزودت. متابعة قراءة المظاهر الخادعة
«بس شكل»
لا أخفي أبداً إعجابي بما قام به الشاب الأردني من انتحال لشخصية رجل دين متعدد المذاهب ولفترة زمنية ليست بقصيرة تمكن من خلالها من خداع مجاميع كبيرة من مسلمي المذهبين داخل الكويت، بل أعتقد أن هذا الشاب النصّاب جدير بأن تجسّد شخصيته في عمل فني أو روائي أو على الأقل محاولة إجراء لقاء مطول معه وبمقابل مادي، فما يملكه من معلومات في مسيرة خداعه جدير بأن يُروى.
فقد تمكن هذا الشاب من خداع شخصيات دينية كبيرة من المذهب الشيعي بتقديم نفسه كخطيب وسيد من ذوي العلم في الشؤون الدينية، وألقى عددا من المحاضرات في الحسينيات بالكويت، وهو ما تم تداوله عبر وسائل التواصل في الأيام الماضية، وتمكن أيضا من خداع وزارة الأوقاف كاملة ممثلة بقطاع المساجد لدرجة جعلتهم يعلنون خطبة جمعة مرتقبة لهذا النصّاب في أحد المساجد الكويتية التابعة لوزارة الأوقاف!! كما تمكن هذا النصاب الظريف من جمع 50 ألف دينار كويتي من المذهبين كتبرعات نقدية تلقاها منهم لثقتهم بشكل رجل الدين الماثل أمامهم. متابعة قراءة «بس شكل»