في ظل متغيرات المنظومة القيمية التي تحكم العالم العربي والتي باتت تتأرجح بين العدم والحضيض، بين واقعين أحلاهما مر، بات من الضروري العودة إلى النظر في الجانب الثقافي وإعادة تعديل الموازين الفكرية التي تعكس تحضر الشعوب… ولهذا وجب إعادة النظر في الوضع العربي بمنظور ثقافي فكري متبصر رغبة منا في إعادة الهدوء والسكينة إلى أمة باتت تفتقد الأمن، أمة باتت تابعة بعد أن كانت تاجآ للأمم .
وإن تغييب دور المفكر العربي في مجالات المنظومة الحياتية العربية أنعكس سلباً على الوضع العام للبلدان العربية فباتت تعيش قحطاً فكرياً وأفتقاراً للرؤى النقدية التي تجعل العربي ينتهج سياسة ترك القبيح والتي جعلت من الأسرة العربية مستهلكة لكل ما يقدم إليها من منتوجات مادية ومعنوية سواء أكان الأمر مرتبط بالسلع الرخيصة التي تلقي بنا في دوامة التبعية بكل أشكالها أو بالمادة الإعلامية التي هي مشروع غزو قائم الذات أستهدف الأمة العربية وسعى لمحو معالمها …
فكيف السبيل يا ترى لإعادة الإشعاع للأمة العربية؟
وماهي خارطة الطريق التي سنسلكها لأجل ذلك؟
الحل : مشروع التنوير العربي
وأرساء مفهموم الفكر التنويري الذي بات ضرورة لا بد منها، فرجل الفكر الذي أعتبره مصباحا للأمة تستدل به الطريق للأسف تم تغييبه لسنوات عديدة منذ الفترة الذهبية للأمة العربية ، منذ تلك الحقبة الزمنية أستهدف الفكر العربي وشرذمت أنجازاته كواضع لجملة من أبجديات العلوم التي أستسقت منها عديد الحضارات بنيانها … وغيب الفكر فاضعنا الطريق وبتنا عاجزين عن فك رموز خارطة النجاة …
إن رحلة التنوير العربي مشروع حضاري يقوم على تنوير العقل العربي والنهوض به من منزلقات الجهل والتخلف، هو تأسيس لمنظومة فكرية تعيد للانسانية آسمى القيم والمعالم، هو تأسيس لعهد جديد تشرق فيه الشمس…
لما رأينا أننا اليوم في حاجة ملحة للتاسيس لعصر تنوير عربي وللدخول في مرحلة جديدية من تاريخ الأمة العربية وفق دعوة أنسانية للسلم والوعي والتسامح ونبذ كل أشكال العنف والبغض ووفق منهج لا تهده هبة ريح فلا بد أذا أن نحتكم للعلم وللعمل وأن نستسقي منهجنا من ثقافتنا العربية الأسلامية وفق ما يصنع مجدا لهذه الأمة ويعيد ترتيب الفوضى التي هزت أركانها ..
دعوة عامة لكل مفكر ولكل أديب ولكل شاعر وعالم ورجل فكر وهنا لا نستثني المرأة طبعا لان نوحد الجهود وننطلق في التاسيس لبناء متين .
من أجل النهوض بالواقع فالربيع العربي لم يات أمله بعد لأن الفكر غاب فيه ولأن العلم أساس كل الحضارات الخالدة . !