عندما يتحدى أحد «مجرمي» الكيان الصهيوني المدعو«نتن-ياهو» جميع العرب والمسلمين في جلسة خاصة مع الحكومة الإسرائيلية في إحدى بلدات هضبة الجولان ، وبالتزامن مع إحياء السوريين ذكرى جلاء الإستعمار الفرنسي عن الجولان ، فاعلم علم اليقين بأن هذا المعتوه لم يتكلم من سراب ، بل بحقيقة وواقع ملموس اتخذه هو وبعض صهاينة العرب ، حيث صرح هذا «المجرم» بأن هضبة الجولان المحتلة ستبقى إسرائيلية إلى الأبد ، وإن الوقت قد حان لكي يعترف جميع العالم بالحقيقة وهي إن «الجولان ستبقى إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية» ضاربا بعرض الحائط العميل رقم واحد للكيان الصهيوني وهو المجرم بشار الأسد مع جميع الأنظمة العربية والإسلامية التي وللأسف لم تتفاجئ بهذا التصريح الخطير ، وهذا إن دل يدل على خضوع وضعف الأنظمة العربية والإسلامية في مواجهة تلك التحديات الخطيرة التي تنذر ببزوغ قوى شر مهيمنة ذات طابع إستراتيجي تريد أن تتحكم وتفرض سيطرتها على مداخل ومخارج المنطقة العربية من النيل إلى الفرات ، مع العلم بأن الكيان الصهيوني أحتل ثلثي هضبة الجولان خلال حرب عام 1967 ، وأعلن رسميا في عام 1981 ضمها إلى إسرائيل في مبادرة لم يعترف بها المجتمع الدولي حين ذاك ، وقرر الكنيست الإسرائيلي في ديسمبر عام 1981 في جلسة ما تسمى «بقانون الجولان» فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان ، وبدأت إسرائيل تتعامل مع الهضبة كأنها جزء لا يتجزء من محافظة الشمال الإسرائيلي .
فلا نستغرب من ذلك فمنذ مر السنين والكيان الصهيوني يتحدى القادة العرب والمسلمين ويواجههم بأقسى القرارات التعسفية والجرائم البشعة منذ إحتلال الأراضي الفلسطينية ومرورا بإحتلال أجزاء من سوريا ولبنان ، حيث قامت إسرائيل بمر العصور بقتل وتهجير العرب ، والإعتداء على الأطفال والنساء والشيوخ بكل الطرق الوحشية ، وكذلك الزج بالآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في سجونها المظلمة والمعتمة والضيقة التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية وتعذيبهم بمختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ، ناهيك عن الحصار والمضايقة والمطاردة اليومية التي تفرضها على أبناء غزة .
ولكن المصيبة الكبرى هي تواطؤ بعض الأنظمة العربية مع قادة مجرمي الكيان الصهيوني ، حتى أصبح القادة العرب في كل إجتماع لهم في أي قمة عربية أو إسلامية يبدأو ويفتتحوا جلساتهم بترتيل خطابهم المزيف والمخدوع والمحفوظ عن ظهر غيب عن الكيان الصهيوني وبكلماتهم المعسولة والمكشوفة للشعوب العربية بأن «القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى » ، «والقضية الفلسطينة هي المحور الأساسي للعرب» ، «والقضية الفلسطينية ومواجهة الإحتلال الإسرائيلي» والكثير من الخطابات الرنانة والمسودات المنسوخة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، فكفاكم عبثا بالقضية الفلسطينية فالشعوب العربية سأمت من أكاذيبكم وخداعكم وإستهزائكم بمشاعر أبناء الشعب الفلسطيني ، فأما أن تفعلوا شيئا ملموسا وفعالا وواضحا للعيان لإنقاذ ما تبقى من حياة الشعب الفلسطيني ، أو فأرحمونا بسكوتكم .