المعادن كثيرة منها ما هو قوي ومنها ما هو خفيف ويلتوي بسرعة ومازلت أتذكر حين ظهرت علب المشروبات الغازية في نهاية السبعينيات وكنا نمارس قوتنا عليها ونطعجها بيد واحدة، ومن الطبيعي أن عملية الطعج لا تكون إلا بعد شرب المحتوى لآخر قطرة منه.
وفي الوقت نفسه هناك معادن قوية جدا ونادرا ما تجد من يحاول ممارسة إظهار قوته معها، والشيء المشترك بين جميع تلك المعادن أنها جميعها قابلة للتلميع بداية من الأقوى والأثمن وهو الذهب إلى أن تصل إلى «الشينكو» الذي يستعمل بحظائر الدجاج.
هناك فرق كبير بين وسائل التلميع والهدف منها، فالذهب لا يحتاج الى الفرك ولا الى أي مواد كيماوية للتلميع ولن يفقد قيمته أبدا حتى لو طمرته الأتربة بعكس علب المشروبات الغازية التي ان تركتها في الشمس دون أن تنفتح فستنفجر، وإذا فتحت وتركت أصبحت مكانا لتجمع النمل.
لقد لاحظ الجميع أن هناك محاولات لتلميع البعض ولكن محاولاتهم لن تنطلي على العقلاء فتاريخ من يحاولون تلميعهم لا يساعدهم على إظهارهم بالصورة الجيدة مهما حاولوا، فالتاريخ لا يرحم ولا يكذب، خصوصا التاريخ الحديث الذي تم تثبيته من خلال الصور والمقاطع المتلفزة فقد ذهب زمن تزوير الحقائق إلى غير رجعة حتى ان مقولة التاريخ يكتبه المنتصرون لا تشملهم لأنهم أصبحوا «ملطشة» للي طالع واللي نازل.
لا يهمني من يحاولون تلميعه، لكن نصيحتي لعمال التلميع ألا يجهدوا أنفسهم كثيرا «فالتنك» لا يمكن تلميعه بكل منظفات العالم، بل عليهم الحرص على أيديهم، فلن يخرج عليهم مارد المصباح السحري ويقول لهم «شبيك لبيك» وإذا اعتقدوا أنه سيخرج لهم فإنه سيخرج ليجعلهم خدما له وليس خادما لهم.
أدام الله «الشينكو» الجديد لبناء محاكر الدجاج، ولا دام من يلمع علب المشروبات الغازية ويعتقد أن بها ماردا يحقق رغباته.