يعتبر الروائي الأميركي الأفغاني خالد حسيني، واحدا من أفضل من كتب عن أفغانستان، على الرغم من تخصصه في الطب، حيث نالت رواياته الثلاث، شهرة كبيرة وترجمت إلى عشرات اللغات وتحول أولها لفيلم ناجح من إنتاج هوليوود.
ولد حسيني في كابول، أفغانستان عام 1965. وانتقل عام 1970 إلى إيران، حيث كان والده يعمل دبلوماسيا فيها. ثم انتقلت عائلته عام 1976 إلى باريس للعمل هناك. ولكن لم يعد بعدها لوطنه بسبب الغزو السوفيتي لوطنه، والحرب الأهلية التي تبعتها، فطلب والده اللجوء السياسي لأميركا، وحصل عليه، فانتقلا للعيش هناك منذ 1980 واستقرت الأسرة في سان خوسيه، كاليفورنيا، حيث تخرج حسيني في جامعتها، ونال الدكتوراه في الطب، قبل أن يتفرغ للكتابة، ويعين مؤخرا مبعوثا للنوايا الحسنة للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإدارة المؤسسة الخيرية التي تعنى بمساعدة أطفال أفغانستان.
اصدر حسيني عام 2002 روايته الأولى «عداء الطائرة الورقية» The Kite Runner. واصدر عام 2007 روايته الثانية «ألف شمس ساطعة» والتي لقيت رواجا أكبر وبيع منها ومن الأولى ما يزيد على الأربعين مليون نسخة. تدور أحداث الرواية الثانية في أفغانستان أيضاً، أثناء المرحلة الانتقالية التي دامت ثلاثين سنة من الاحتلال السوفيتي حتى سيطرة طالبان على كابول وإعادة البناء في مرحلة ما بعد طالبان. وتتناول القصة العديد من القضايا من منظور نسائي، وستتحول قريبا لفيلم سينمائي. وقد قامت مؤسسة قطر للنشر بتمويل ترجمة الرواية، التي قام بها باقتدار كبير جدا إيهاب عبدالحميد، وهي أفضل ترجمة عربية مررت بها على مدى أكثر من نصف قرن.
أما روايته الثالثة والأخيرة فقد صدرت في مايو 2013، وكانت بعنوان «ورددت الجبال الصدى»، وترجمت مؤخرا من الإنكليزية، وهي لغة ما سبقها من روايات، ولكنه في هذه الرواية سلك أسلوبا مختلفا عن أول روايتين، حيث اختار تجنب التركيز على أي شخصية بعينها، بل كتب الرواية بأسلوب شبيه بمجموعة من القصص القصيرة، حيث إن كل فصل من فصول الكتاب التسعة مروي من وجهة نظر شخصية مختلفة. وبنيت الرواية على أساس العلاقة بين عبد الله ذي الأعوام العشرة وشقيقته باري ذات الأعوام الثلاثة وقرار والدهما بيعها لزوجين لا ينجبان في كابول، وهذا هو الحدث الذي يربط القصص المختلفة معاً.
يقول حسيني عن روايته الأخيرة إن نواياه كانت جعل الشخصيات أكثر تعقيداً وغموضاً من الناحية الأخلاقية، وذلك استكمالاً لموضوع عائلي أخلاقي أسسه في روايتيه السابقتين، عداء الطائرة الورقية وألف شمس ساطعة.
موضوع مقالنا هذا لا يتعلق فقط بالترويج لمؤلفات هذا الروائي الرائع بل والأهم الحديث عما ورد فيها من ملاحظات تتعلق، وإن بطريقة غير مباشرة، بمجتمعاتنا. وهذا ما سنتطرق له في مقال الغد!