عاش الخليجي ـــ ولا يزال ـــ في بحبوحة عيش لا يحلم بها %80 من البشر، هذه حقيقة واضحة؛ ومع هذا يسعى الكثيرون، أو يحلمون بتغيير هذا الواقع الى واقع يعتقدون أنه أفضل، من خلال تأسيس دولة الخلافة، أو الدولة الدينية!
في كتاب «ألف شمس ساطعة»، لخالد حسيني، يورد الفقرات التالية:
«في اليوم التالي اجتاحت الشاحنات كابول، حاملة رجالاً ملتحين مسلحين يعتمرون عمامات سوداء، ومن كل شاحنة ينطلق بيان من مكبرات الصوت، والرسالة نفسها تُتلى مرة بعد مرة من مآذن المساجد وفي الإذاعة، وفي المطبوعات التي أصبح المسلحون يرمونها في الشارع، مرددين أن الاسم الجديد للدولة هو إمارة أفغانستان الإسلامية، ويجب بالتالي على جميع المواطنين أداء الصلوات الخمس، ومن يُقبض عليه لا يصلي فسوف يضرب. ويجب على الرجال إطلاق لحاهم بطول قبضة اليد، ومن لا يلتزم يُضرب. وعلى الصبية لبس عمامات، كما أن الغناء ممنوع، والرقص ممنوع، ولعب الورق والشطرنج ممنوع، وحتى تطيير الطائرات الورقية (لعبة أفغانستان التاريخية الشعبية) محظور تماما. كما أن كتابة الكتب ومشاهدة الأفلام والرسم أمور يمنع القانون القيام بها. وإن وجدت السلطات عند احد «ببغاء» تقتل ويضرب صاحبها. كما أن السلطة ستقوم بقطع يد السارق. وإن تكررت السرقة تقطع رجله، من خلاف. كما أن غير المسلمين يجب الا يتعبدوا، ومن يخالف يضرب. ومن يمارس التبشير بدين آخر يقتل.
أما النساء فيقررن في بيوتهن في جميع الأوقات. والخروج للشارع بمحرم، ومن يقبض عليها تضرب. كما يحظر إظهار الوجه تحت اي ظرف، ولبس البرقع، ولا توضع مساحيق التجميل. كما أن المجوهرات ممنوعة، كما الملابس المثيرة، حتى تحت البرقع. ويحظر على المرأة الكلام حتى يؤذن لها، ويحظر عليها النظر في عيون الرجال، كما يحظر عليها الضحك علنا، ومن تخالف تضرب. ويمنع طلاء الأظافر، والإصبع المطلية تقطع. ويمنع تلقي الفتيات اي تعليم، وتغلق جميع مدارسهن. يمنع عمل النساء بتاتا. كما ان جرائم الزنى عقوبتها الرجم حتى الموت. كما على الطبيبات ممارسة عملهن وهن مرتديات البرقع.. وغيرها المئات من التعليمات المشددة.
قد لا يصدق الكثير من المغرر بهم، خاصة من الشباب ومن الذين نجح الدعاة المتطرفون في غسل أدمغتهم، أن هذا يمكن أن يحدث او أن لا بأس من حدوثه، فالقراءة عن مثل هذه الأمور، أو محاولة فرضها على الغير شيء، وأن تكون خاضعا لها شيء آخر تماما.
ففقد الحق في الحرية ممكن تحمله لأيام أو اسابيع، لكن طبيعة الإنسان وفطرته التواقة الى الحرية سوف تتغلب عليه في نهاية الأمر. وهؤلاء الذين يدعون توقهم للدولة الإسلامية، سوف يكونون أول الهاربين منها، والدليل أن لا أحد منهم ترك بلاد الكفر ومختلف حرياتها، وذهب للعيش في دولة دينية.