«أبو فوطة» هو لقب أحد أنواع الحمام المنزلي ولا أعرف سبب حصوله على هذا اللقب، فعني شخصيا لم أشاهد ذلك النوع من الطيور وهو يحمل فوطة بيده أو يلفها حول رقبته وينشف بها وجهه، ولكنني أعرف وكما يعرف الجميع الخبير أبو فوطة.
ففي مسرحية «على هامان يا فرعون» عرفنا ذلك الخبير ومن حينها أصبح لقب الخبير متاحا للجميع وظهر لنا مئات الخبراء في الاقتصاد والسياسة والقانون، وأصبح من هبّ ودبّ يطلق على نفسه لقب خبير أو مستشار وصارت السالفة سمردحة.
لقد اكتشفت أن الحصول على لقب خبير ليس بالأمر اليسير كم يظن البعض فهو يحتاج إلى اعتراف من جهات عالمية وليس كالألقاب التي يطلب البعض من الجهات التي تستضيفه أن توضع له وهو لا يستحقها فهي ليست ألقاب حمام أو لقبا تشتريه لتتاجر به.
في مجال مكافحة المخدرات لدينا خبير واحد فقط ومعترف به دوليا من جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة وهو د.عايد على الحميدان وقد منح هذا اللقب بسبب العدد الهائل من الدراسات التي قدمها بهذا المجال.
الشيء الغريب أن هناك ارتباطا غريبا بين الخبير العالمي د.الحميدان والخبير أبوفوطة، فقد عرفنا أن الخبير أبوفوطة طلب الفوطة لينشف العرق بسبب الهول الذي شاهده في دفاتر الحسابات ونصيحتي للحميدان أن يطلب فوطة لينشف عرق جهده الذي ضاع بتقديم تلك الدراسات ولم يقدرها البعض مع كل أسف.
لقد اصبح حالنا مشابها لحال الدجاج والسمك، فحين تضع الدجاجة بيضتها تملأ الدنيا صراخا بسبب بيضة واحدة، ولكن السمك يضع ملايين البيوض ولم نسمع صوتا لها، فهناك من يشتري شهادته وحرف «الدال» من محلات بيع الدنابك وهو لا يعرف الفرق بين السلم الموسيقي والسلم الدراسي.
أدام الله من حصل على لقبه الذي يستحقه، ولا دام من اشترى لقبه أو شهادته ولا دام من صدقه أو صادق عليها.